كتبت - أميمة رشوان: لقد ملك حب النبي قلوب أصحابه حتي إنهم ضحوا بأنفسهم فداء للنبي وممن ملك الحب قلوبهم سعد بن الربيع بن عمرو بن كعب الأنصاري الخزرجي الشهيد الذي آخي النبي بينه وبين عبدالرحمن بن عوف، فعزم علي أن يعطي عبدالرحمن شطر ماله وكان كثير الأموال وأن يطلق احدي زوجتيه ليتزوج بها فامتنع عبدالرحمن, ودعا له وكان أحد النقباء ليلة العقبة, وورد عن سعد بن الربيع أنه نزلت فيه هذه الآية, الرجال قوامون علي النساء], النساء:43] وفي امرأته حبيبة بنت محمد بن مسلمة وذلك أنها نشزت عليه فلطمها فانطلق أبوها معها إلي النبي فقال: أفرشته كريمتي فلطمها فقال النبي: لتقتص من زوجها, فانصرفت مع أبيها لتقتص منه فجاء جبريل عليه السلام فقال النبي: ارجعوا هذا جبريل أتاني بشيء, فأنزل الله هذه الآية فقال النبي: أردنا أمرا وأراد الله أمرا والذي أراد الله خير, ورفع القصاص. ويحكي عن سعد بن الربيع في موقف استشهاده انه في تلك اللحظات التي يودع فيها الدنيا لم يفكر في أهله وولده وإنما ظل فكره مشغولا بمصير الرسول فقد أنساه حبه العظيم للنبي كل شيء وظل حتي فارق الحياة شديد الخوف علي النبي, وشديد الحرص علي ألا يمس بسوء وكان ذلك في غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة ونقل ابن عبدالبر عن مالك بن أنس أن النبي قال: من يأتينا بخبر سعد؟ فقال رجل: أنا فذهب يطوف بين القتلي فوجده وبه رمق فقال: بعثني رسول الله لآتيه بخبرك قال: فاذهب فاقرأه مني السلام وأخبره أنني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وقد انفذت مقاتلي وأخبر قومك أنه لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله وواحد منهم حي.