جاءت كلمة الرئيس حسني مبارك بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جامعة شاملة لأحوال عالمنا الإسلامي بدوله وشعوبه وقضاياه, وما يواجهه من أزمات وانقسامات ومخاطر تتكالب عليه من خارجه ومن بعض أبنائه. وبقراءة فاحصة ومتمعنة لكلمات الرئيس نستطيع أن نرصد النقاط التالية: أولا: لابد لنا من وقفة مصارحة مع أنفسنا تشخص أوجاع أمتنا الإسلامية, وتمضي بها لواقع جديد, ولحاضر ومستقبل أفضل. ثانيا: هناك قوي إسلامية تسعي للهيمنة وبسط النفوذ ولعب الأدوار لتحقيق أجندتها السياسية تحت ستار الدين. ثالثا: حاجتنا ملحة إلي جهود العلماء والدعاة من رجال الدين لنشر المعرفة بجوهر الإسلام ومقاصده وصحيح تعاليمه, تحفظ وحدة وتماسك مجتمعاتنا, وتتصدي لمخاطر الانقسام والتطرف والتحريض الطائفي. رابعا: الأمة الإسلامية جزء من العالم الذي نعيش فيه, وعلينا أن نتعامل مع ما يتيحه من علوم وفرص ومكاسب, وما يطرحه أمامنا من أزمات وتحديات. خامسا: برغم الحديث المتواصل عن حوار الحضارات والثقافات والأديان, لايزال هناك من يحاول ربط الإسلام بالإرهاب والتطرف والتخلف ومن يحاول تشويه تعاليمه, ولاتزال هناك محاولات للنيل من هوية المسلمين واستهداف رموزهم وجالياتهم, والاجتراء والتطاول علي نبي الإسلام ومقدساته. سادسا: مصر تعي تماما محاولات الوقيعة بين مسلميها وأقباطها, وقد أرست بالتعديلات الدستورية عام2007 مفهوم المواطنة, وقيمها ومبادئها بما يؤكد سماحة الإسلام وتعاليمه, ويحفظ الوحدة الوطنية لأبناء الوطن. سابعا: إن مصر ستظل سندا لأمتها العربية والإسلامية, تحفظ هويتها, وتدافع عن مصالحها وقضاياها, وستبقي بلد الأزهر رمزا لاعتدال الإسلام وسماحته واستنارته. لقد جاءت كلمة الرئيس في الوقت المناسب, وترجمت كل ما يدور في عقل وقلب كل عربي ومسلم, وأضاءت الطرق أمام الجميع من أجل غد أفضل. وعلينا أن نسأل أنفسنا: هل بذل دعاتنا الجهد الكافي للتعريف بهذه المقاصد السامية والنبيلة, ولنشر الوعي بها بين جموع المسلمين وللعالم من حولهم؟ إن الحكمة تقتضي أن نصارح أنفسنا, وأن نبدأ بأنفسنا نحن المسلمين كي نغير واقعنا الراهن, ولنستحق بحق أن نكون خير أمة أخرجت للناس.