المجاعة في رمضان حكمة العلي القدير من الصوم في شهر رمضان هي إحساس المسلم بالجائع والمحروم وإبن السبيل والتراحم بين المؤمنين.. وما أكثر الفقراء والمحتاجين في بلادنا العربية والإسلامية التي تملك العديد والعديد من الثروات ولكنها بكل أسف غير مستغلة أو منهوبة عوائدها لقلة من الحكام وأعوانهم وهو ما كشفت عنه أيام وليالي ربيع الثورات العربية التي تشاء قدرة الخالق أن تتواصل في الشهر الكريم سلمية رغم الممارسات الأمنية لقمعها وإسالة الدماء الزكية الطاهرة لم تردع عددا من الحكام العرب المقاومين للحق الطبيعي للشعوب في الثورة والحياة الأفضل باستمرار وتطبيق شعارهم الذي رفعوه في بداية ثورة شعوبهم عليهم قاتل يا مقتول. وسط صراع ربيع الثورات العربية ينفجر بركان المجاعة الكامن منذ سنوات في القرن الإفريقي وبالتحديد في الشقيقة الصومال الحاضر الغائب منذ سنوات علي خريطة العمل العربي المشترك بعد أن عصفت به الخلافات والحروب الأهلية والقرصنة مع تصاعد موجات العنف والجوع والفقر والمرض يمارس العرب والأفارقة والدول الكبري بالعالم منذ سنوات سياسة الصمت الرهيب إلي أن انفجرت مأساة الجوع في شهر رمضان شهر الرحمة التي حركت بركان الصمت أمام الآلاف بل الملايين من الأطفال والنساء والشباب الذين يموتون جوعا وعطشا في بلد يملك الكثير من الثروات والأراضي القابلة للإصلاح والاستزراع ولكنها غير مستغلة نتيجة الحروب والخلافات.. ومع تسارع النداءات الدولية بتقديم الإغاثة العاجلة للشعب الصومالي الشقيق إلا أننا كأمة عربية وإسلامية علينا الدور الأكبر في إنقاذ اخواننا العرب والأفارقة في الصومال وفي جميع دول القرن الإفريقي.. وفي نفس الوقت لابد من انطلاق دعوة من الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي من أجل إنشاء مشروع مشترك لتعمير دول القرن الإفريقي علي غرار مشروع مارشال من أجل ألا نكتفي بتقديم سمكة للجائع وهي ضرورية حاليا لإنقاذه من الموت جوعا وعطشا ولكن الأهم أن نعلمه الصيد وهو ما يجب عمله في خط متوازن لايتوقف بتقديم الغذاء ولكن الأهم هو مساعدتهم علي انتاجه وسد احتياجاتهم وتصدير الفائض لتحسين مستوي معيشتهم مأساة الجوع والعطش بالصومال لابد ان تكون ناقوس انذار لنا جميعا من المحيط للخليج للتعاون الجاد والبناء من أجل العمل بسرعة علي انتاج احتياجاتنا الغذائية والصناعية بالاستغلال الامثل لثرواتنا الكاملة المهددة وعدم توافر الإرادة الصادقة من الحكام واعوانهم لاستثمارها قبل أن نفاجأ بدخول دول عربية وافريقية تلو الأخري معسكر الجوع والعطش وتتسول المعونات من الدول التي سارعت من سنوات لاستغلال المواد الخام من ثرواتنا لتصنيعها وإعادة تصدير منتجاتها إلينا.. فهل نتحرك وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير. [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين