في موكب جنائزي مهيب شارك فيه الآلاف من أهالي قرية الصلعا بسوهاج والقري المجاورة تم مساء أول أمس الجمعة دفن جثمان نقيب شرطة أحمد جلال عبدالقادر الذي استشهد ومعه اثنان من جنود الامن المركزي برصاص القوات الاسرائيلية علي الحدود المصرية في سيناء. اثناء تأدية واجبهم الوطني بمقابر الاسرة بمسقط رأسه بالصلعا. الأهرام شهدت موكب تشييع الجنازة والتقت مع الأسرة... وعلي غير المشهد المتوقع الذي كنا نظن ان نري فيه البكاء والصراخ شاهدنا اسرة متماسكة صلبة استقبلت الخبر بقلوب مؤمنة راضية بقضاء الله, خاصة والد الشهيد الدكتور جلال عبدالقادر والاستاذ بكلية طب سوهاج الذي فوجئنا أثناء حديثنا معه انه يبتسم وتبدو علي وجهه علامات الايمان والصلاح وعندما قلنا له كنا نظن ان نراك في حالة مختلفة تماما قال ان ابنه شهيد وهو يعرف جيدا منزلة الشهيد وانه يشفع ل70 من أهله وأنه يأمل أن يكون من أهل الجنة بذلك الشفاعة وقال ان استشهاد نجله كان اثناء دفاعه عن كرامة مصر وحفظ حدودها ضد العدوان الصهيوني وهو ما يدعوني للفرح والاحساس بالفخر.. وقال ان أحمد هو الابن الثالث بعد شقيقته الكبري الدكتورة علا بطب أسيوط والرائد علاء الدين رئيس مباحث مركز شرطة المنيا ثم اخيه الرابع اسماعيل طالب جامعي.. واضاف ان ابنه الشهيد كان بارا بوالديه مطيعا لهما لا يظلم أحدا وكان ينصر المظلوم دائما وهي أول وصية قمت بتوصيته بها بعد تخرجه من كلية الشرطة بأن يحسن معاملة البسطاء ويحترم ادميتهم وكرامتهم وهو ما عمل به طوال فترة عمله وقال ان احمد عمل بعد تخرجه في الامن المركزي في الهرم ثم إلي حراسة السفارات وبالتحديد امن السفارة الاسرائيلية بالقاهرة ثم تمنقله إلي سيناء منذ7 سنوات وكان مثالا للضابط الملتزم ولذلك فقد كان ينال استحسان قياداته ويحصل علي شهادات بتكريمه في كل موقع يعمل به. وأضاف الدكتور جلال أن أحمد اتصل بوالدته هاتفيا يوم الأربعاء الماضي في وقت العصر واخبرها ان الطائرات الإسرائيلية تهاجمهم بكل قوة من جميع الجهات وان جنديين من أفراد قوته استشهدا ثم انقطع الاتصال حاولنا الاتصال مرة أخري دون جدوي وفي الساعة العاشرة مساء تأكدنا من استشهاده من خلال قيادات الأمن والجيش باسيوط وتمت اقامة جنازة عسكرية له هناك ثم ذهبت انا لتشييد مقبرته في مسقط رأسه بقرية الصلعا وذلك قبل وصول جثمانه بساعة واحده وكنا متماسكين راضين بقضاء الله سوي شقيقه الأكبر الرائد علاء الذي أصر علي نزول القبر معه وتقبيله وتوديعه.. وأضاف الوالد الذي كان يتحدث دائما بلسان ذاكر بحمد الله أن الشهيد كان يحكي لهم عن الفرق الكبير بين الجنود المصريين والجنود الصهاينة الجبناء حيث قال في أحد الايام قام جندي مصري بكسر بصلة كبيرة علي ركبته فتطايرت منها قطعة داخل الحدود الاسرائيلية ففوجئنا بالقوات تتحرك والطائرات تقلع ظنا انها قنبلة قد ألقيت عليهم مما يؤكد مدي رعبهم من الجنود المصريين.