10 رمضان... قراءة لمشهدين(8) قبل ظهر يوم العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام1973 وقع مشهدان متباينان يستحقان التوقف أمامهما... المشهد الأول في القاهرة يتمثل في اجتماع مغلق بمكتب المتحدث العسكري المصري الرسمي في مبني إدارة المخابرات الحربية المصرية.. والمشهد الثاني في تل أبيب يتمثل في استدعاء عاجل للمراسلين العسكريين الإسرائيليين إلي مكتب الرقابة العسكرية في مبني المخابرات العسكرية الإسرائيلية. كان اجتماع القاهرة برئاسة اللواء عز الدين مختار نائب مدير المخابرات الحربية والمتحدث العسكري الرسمي وبحضور اللواء حسن الكاتب رئيس المجموعة26 في المخابرات الحربية المسئول عن الإعلام العسكري والعقيد عبد الحميد شداد رئيس قسم إسرائيل بفرع المعلومات بالمخابرات الحربية وكاتب هذه السطور, من أجل وضع الترتيبات واللمسات الأخيرة لآلية التواصل مع الإعلام المصري والعالمي عند نشوب العمليات العسكرية بالتنسيق مع وكيل وزارة الإعلام المقيم بمبني التليفزيون وهو الأستاذ طلعت خالد. في تل أبيب كان المراسلون العسكريون للصحف الإسرائيلية يجلسون في الاستراحة الملحقة بمكتب الجنرال إلياهو زائيرا رئيس شعبة المخابرات في رئاسة الأركان الإسرائيلية, حيث تولي الرد علي بعض أسئلتهم.. وفجأة نحو الساعة الثانية ظهرا دخل مدير مكتب الجنرال زائيرا مسرعا ليعرض ورقة نظر فيها زائيرا بصورة خاطفة... ثم واصل زائيرا الرد علي أسئلة المراسلين وكأن شيئا لم يكن وبعد مضي دقيقة أو دقيقتين سلم مدير المكتب ورقة أخري إلي الجنرال الذي ترك مقعده هذه المرة وغادر الغرفة ولم يعد إليها إلا ليعلن بقليل من الذعر قائلا: انتهي الاجتماع. وبينما كان المراسلون العسكريون الإسرائيليون ينتظرون المصعد في مبني الأركان العامة في طريقهم إلي الخارج دهمتهم صفارات الإنذار التي هزت سماء تل أبيب... أما في القاهرة فقد انفض الاجتماع الرباعي بمكتب المتحدث العسكري الرسمي, وبدأ كاتب هذه السطور في إبلاغ الأستاذ طلعت خالد بنص البيانين العسكريين رقم(1) ورقم(2) المعدين سلفا منذ نهاية شهر أغسطس والمودعين بخزينة اللواء عز الدين مختار في انتظار ساعة الصفر. كان البيان الأول يتحدث عن مهاجمة القوات الإسرائيلية للمواقع المصرية بالجبهة, وكان البيان الثاني يتحدث عن قيام قواتنا بالرد.. ومع البيان رقم(3) بدأت البيانات الحقيقية من أرض المعركة تتصدرها عبارة بسم الله الرحمن الرحيم التي كانت غائبة سهوا في البيانين(1) و(2). وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: إذا وضعت المال فوق رأسك خفضك... وإذا وضعته أسفل قدمك رفعك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله