شعرت بالإحباط لأنباء عدم نجاح صفقة انتقال نجم المنتخب الوطني والنادي الأهلي أحمد فتحي إلي الدوري الانجليزي, ذلك أن اللاعب يمر الآن بمرحلة أوج عطائه الفني والبدني. وقد كان في نظر الكثير من النقاد والخبراء من أفضل لاعبي مصر الموسم المنقضي, إن لم يكن أفضلهم علي الاطلاق. صحيح أن النادي الذي عرض ضمه كوينز بارك رينجرز ليس من أندية القمة أو حتي الوسط, لكن كان بإمكان فتحي أن يفرض وجوده ويعرض امكاناته العالية من خلال منافسات الدوري الأقوي في العالم, ومن ثم ينتقل لأندية الوسط والقمة في المواسم التالية, ولاشك أن وجوده في عالم الاحتراف الحقيقي كان كفيلا بالارتقاء بمستواه أكثر, خاصة أن طبيعة لعبه تتناسب في تقديري مع الدوري الانجليزي بالذات, كما أن هناك فارقا كبيرا في النضج الفني والخبرات التي وصل إليها الآن وبين ما كان عليه في التجربة السابقة مع شيفيلد يونايتد قبل أربع سنوات. وهناك أنباء أيضا عن أن إدارة فريق الأهلي لم تكن متحمسة للتفريط في هذا اللاعب المميز, بينما هي تسعي لتدعيم صفوف الفريق وسد الثغرات به, إلا إذا وفرت إدارة النادي البديل الجاهز في مركزه, وشخصيا أري أن السبب الرئيسي في فشل هذه الصفقة هو أن العرض المالي لم يكن مناسبا بالمرة( مليون جنيه استرليني) أي ما يساوي أقل من عشرة ملايين جنيه مصري, وهو ما صار مبلغا عاديا الآن في صفقات الانتقال المحلية, ويفسر بالتالي موقف إدارة الأهلي إلي جانب عدم حماس اللاعب نفسه, وهو موقف مفهوم من وجهة نظري لأنه لا داعي مطلقا لأن نبخس حق اللاعب والنادي الأهلي بقبول مثل هذا العرض الهزيل, وأري أنه كان ينبغي علي الأقل مضاعفته, فضلا عن الحصول علي نسبة لا تقل عن عشرين في المائة من مقابل اعادة بيع عقد اللاعب من قبل هذا النادي الانجليزي المغمور, والذي يتعثر دائما في معارك الهبوط والصعود للدوري الممتاز. ولاشك أن موقف فتحي يختلف عن موقف شيكابالا من قضية الاحتراف الأوروبي( آخر العروض من توتنهام الانجليزي العريق) فالمبالغ التي تعرض علي نجم المنتخب والزمالك أضعاف ما حدث مع لاعب الأهلي,, لكن كما يقال في الأفلام المصرية: الفلوس مش كل حاجة. والزمالك في حاجة إلي جهود شيكا لأن جماهيره في حاجة ماسة, بعد هذه السنوات السبع العجاف, إلي عام فيه يغاث هؤلاء الناس وفيه يحصلون علي بطولة. المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم