يعود الفضل في انشاء جهاز للشرطة إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما خصص بعض الرجال الذين كانوا يتناوبون الحراسة فيما بينهم في نوبات ودوريات متبادلة, ومصطلح الشرطة كان مشتقا من الشرط أو العلامات التي كان أصحاب الشرطة يضعونها فوق ملابسهم, من أجل أن يميزهم الناس عن غيرهم من باقي طوائف المجتمع. ولما كانت مهمة الشرطة توفير الأمن والأمان للمواطنين وحراسة مؤسسات الدولة العامة في أثناء الليل والنهار فقد أطلق علي الرجال الذين يقومون بهذه المهمة أيضا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب اسم العسس وكان أول من اتخذ صاحبا للشرطة الخليفة عثمان بن عفان, وذلك بهدف القضاء علي الفساد وتتبع الجناة, ونظمت الشرطة تنظيما متميزا في عهد الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه, ثم أمر بني أمية بزيادة عدد الشرطة للقضاء علي المفسدين وأهل البعث, وفي عهد الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور كان صاحب الشرطة بلا ذمة ويسير بين يديه بالحربة, أما في عهدالخليفة العباسي المأمون فقد حدثت لجهاز الشرطة نقلة نوعية, حيث عرفت الشرطة نظام المباحث فكانوا يستعينون بعدد من النسوة العجائز لتقصي أخبار اللصوص وقطاع الطرق كل مساء, هذا ولقد كان رئيس جهاز الشرطة يسمي في عصر بني أمية صاحب الأحداث. أمت في العصر العباسي فعرف باسم صاحب الشرطة, وفي العصر العثماني أطلق عليه اسم والي الشرطة وفي بلاد الاندلس إسم صاحب المدينة وفي بلاد إفريقية اسم الحاكم ولذلك فإن رجال الشرطة هم عبارة عن الجند المكلفين بحفظ النظام وإقرار الأمن الداخلي في البلاد ليل نهار لمنع وقوع الجرائم والقبض علي الجناة وعمل التحريات اللازمة وتنفيذ العقوبة التي يحكم بها القضاة والمحتسب علي المخالفين والمذنبين, وكان من مهامهم أيضا نشر الفضيلة والمحافظة علي الاخلاق ومنع الفساد علاوة علي حراسة السجون ومراقبة أسوار المدن وأبوابها وإطفاء الحرائق, أما فيما يتعلق بزي رجال الشرطة واسلحتهم فقد كان لهم زي خاص ذات شرط, وأسلحتهم كانت الحربة والطبر, وهي عبارة عن سكين طويلة أو بلطة يعلوها الشرطي في وسطه علاوة علي السوط الذي كان يصنع من الجلد. وسوف يحكم التاريخ علي دور جهاز الشرطة حاليا مثلما حكمنا نحن علي دور جهاز الشرطة في الحضارات السابقة. د.بدر عبدالعزيز محمد بدر مدرس الآثار الاسلامية بجامعة بورسعيد