إنهم جديرون بالمنصب كما أشرنا من قبل في هذا المكان, ليس كل من شغل منصبا في عهد مبارك يكون فاسدا ومتربحا ومنتفعا, صحيح أن الاختيارات أغلبها كان وفقا لمعايير بعيدة كل البعد عن الكفاءة والنزاهة, لكن لكل قاعدة استثناء, وبناء عليه لابد أن نجد أقلية من نواب الحزب الوطني المنحل صفحتهم بيضاء وتاريخهم ورصيدهم يحسب لهم ولا يحسب عليهم, ولا تحوم حولهم أي شبهات تدينهم, وما ينطبق علي النواب ينطبق أيضا علي الوزراء والمحافظين, فليس كل وزير تولي مهامه في عهد مبارك يكون منبوذا مرفوضا وكذلك المحافظون.. لقد رأينا في حركة المحافظين التي جرت أمورا تدعو الي الدهشة, فكل محافظ كان يشغل منصبه قبل الثورة يجب إقصاؤه فهل هذا معقول, ونجد علي سبيل المثال محافظا مثل الفولي في الاسكندرية يلقي قبول قوي سياسية بينما يرفضه آخرون, وحينما تجري إقالة الفخراني في الغربية بناء علي طلب جبهات بعينها نجد جبهات أخري تعترض احتجاجا علي إقالته مطالبين باستمراره بل ويهددون بقطع الطريق الزراعي. أقول هنا إنني تربطني علاقة وثيقة باللواء عادل لبيب والتقيت به مرات عديدة في محافظاته الثلاث, وليس لي أي مصلحة خاصة في علاقتي بهذا الرجل, لكني كنت أري الجدية التي يعمل بها, وحينما شغل منصبه بالإسكندرية كان له وقفة حازمة مع أصحاب الأبراج المخالفة واختار الطريق الصعب, وتصدي لهم برغم أن أغلبهم كانوا مسنودين من نواب وقيادات سياسية, وكان يمكنه أن يغمض عينيه عن الفساد مثلما فعل غيره, لكنه خاض معاركه معهم بإصرار, ورحل لبيب عن الاسكندرية دون أن يملك شيئا وكان يمكنه أن يحصد الملايين وهو يعود اليوم الي قنا ليستكمل مشواره في تطويرها.. نعم إنهم جديرون بالمنصب وليس كل من تولي مهامه في عهد مبارك يكون مرفوضا. المزيد من أعمدة شريف العبد