القارئ الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي من مواليد عام1954 م في قرية كلح الجبل محافظة أسوان بصعيد مصر, بدأ رحلته مع القرآن قبل سن الرابعة علي يد والدته التي اشتهرت بتعليم أولادها القرآن الكريم. حيث كان والدها من رجال الدين في القرية, وبعدها التحق بكتاب القرية كعادة أهل صعيد مصر وحصل علي دبلوم الثانوية التجارية عام1972 م ثم معهد الشئون الاجتماعية, انتقل من أسوان للعمل في القاهرة كي يتسني له دراسة القراءات وعلوم القرآن في صحن الأزهر, وبعدها ترك الوظيفة كي يتفرغ لكتاب الله ويلبي رغبة المستمعين في داخل مصر وخارجها. يقول الشيخ محمود أبو الوفا الصعيدي إن شيخي في الكتاب الشيخ محمد أبو العلا كان يقول إني أري فتوحا لهذا الولد في قراءة القرآن الكريم وألحقني بالأزهر وأول ما قرأت أمام الجمهور كان ذلك عام1976 م في قريتي ولم أشعر برهبة ولا خوف, بل كان هناك اطمئنان, لكن الرهبة كانت حينما قرأت في الإذاعة علي الهواء عام1995 م من مسجد السيدة زينب وأحسست أني أقرأ للعالم كله. وأضاف: تأثرت بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ المنشاوي وهم أول قراء للقرآن سمعناهم, وكذلك الشيخ مصطفي إسماعيل والشيخ البهتيمي, فهؤلاء جميعا سادوا العالم وكانوا قمما في التلاوة, لكن الشيخ عبدالباسط ساد العالم بحلاوة بصوته وهذه هبة من الله وأصدرت أول شريط كاسيت عام1983 م لسورتي النمل ومريم وانتشرت في العالم الاسلامي وانهالت علي الدعوات لإحياء الليالي مما دعاني لترك الوظيفة والتفرغ لكتاب الله وحاليا عندي مائة شريط بين تجويد وترتيل.. وأضاف بدأت رحلات السفر بعد انضماني إلي الإذاعة المصرية عام1992 م, وسافرت بعدها لإحياء ليالي رمضان في ساحل العاج وكانت هناك رهبة لأن المستمعين غير العرب, لكن وجدت أهل ساحل العاج يحبون سماع القرآن ويتبركون به وبعد أن انتهيت من القراءة هجموا علي كي يقبلوا يدي ويتمسحوا بعباءتي, لأنهم يعتبرون العرب هم أقارب النبي صلي الله عليه وسلم بعدها سافرت إلي استراليا بدعوة من الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي استراليا مرتين والي تركيا والهند والمغرب وسوريا وتركيا. وهناك مواقف لا تعجبني كشرب السجائر أو الكلام في أثناء القراءة, ووضع قدم علي قدم, لأن هذا معناه الاستهزاء بكتاب الله تعالي. وأشار الي أنه يوجد في صعيد مصر جمهور لم أجده في اي مكان حيث يتفاعلون مع القرآن بطريقة فريدة, وعندما يسمعون القرآن ينزل عليهم ما بين باك و صارخ ومتفكر وأكد أن هناك بعض القراء يوهم المستمعين أن نفسه طويل لكنه يتنفس في أثناء الأداء, والذي يضطره أن يقف في مكان لا يجب الوقوف عليه بطريقة السرقة, وهذا مخالف لقواعد التلاوة وعلامات الوقف, لكن إطالة النفس تأتي بالتدريب وليس بالمخالفة وقد قرأت الفاتحة في نفس واحد وهذا فضل من الله وعن ادخال نغمات الأغاني علي تجويد القرآن قال: بعض الشباب يري انه بفعلته هذه هو يبدع لكن لا يبدع, كأن يسمع اغنية لأم كلثوم ويقوم بوزن الآيات علي نفس اللحن وهذا حرام نحن نتعلم النغم كسمع وحتي لا يكون هناك نشاز لأذن المستمع, وكيفية الانتقال من نغمة لنغمة, وقال العلماء إن أحسن من يتلو كتاب الله هو من إذا سمعته حسبته يخشي الله. القرآن سمع بالقلب والتفكر والعقل والتدبر ومعايشة المعني, ونصيحتي للشباب أن يتجهوا لكتاب الله حفظا وسماعا والتعلم علي يد شيخ, وان يشغل كل وقته بقراءة القرآن, لأنه أكثر تفلتا من الإبل في عقالها, وشيوخنا قالوا من قرأ الخمس لا ينسي. بمعني أن يقرأ علي الأقل كل يوم خمسة أجزاء حيث قال النبي:( من اراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن). وأشار إلي أنه ليس هناك مأكولات ممنوعة علي القارئ قبل القراءة, لكن بشرط عدم التخمة, أما كوب المياه الذي يوجد في أثناء القراءة فهو وصية من طبيب غربي قالها للدكتور أحمد نعينع بشرب الماء ساخنا في أثناء التلاوة وهذا مفيد للحنجرة وأضاف: أريد أن أقرأ بتوفيق الله في القدس الشريف, وهذه أمنية حياتي كما فعل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله وعن أولاده قال: رزقني الله بزينب وهي طبيبة أسنان ومنيرة في كلية الصيدلة واحمد وإبراهيم صيادلة, وعلي في المرحلة الابتدائية وعن شيخه الروحي قال هو العارف بالله الشيخ أحمد أبو رضوان رحمه الله وأعشقه منذ الطفولة وكنت شاهدا علي علاقته بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة, والعلاقة بدأت روحانية وأنا طفل كنت أراه في المنام, وبعدها تحولت زياراتي إلي الكرامات معي ومع أولادي.