في الأسبوع الماضي ناقش الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء في اجتماع مهم للجنة الوزارية المختصة بمشروع تنمية سيناء واستعرض الملامح الرئيسية للمشروع وفي مقدمتها تأسيس صندوق لتنمية سيناء وجهاز قومي للتنمية الشاملة, إحياء المشاريع الاستثمارية المتوقعة مثل فحم المغارة ومصانع الأسمنت والأسمدة, وإنشاء شبكة للسكك الحديدية وزراعة180 ألف فدان وريها عن طري ترعة السلام وخزانات مياه السيول والمياه الجوفية والاهتمام بعيون سيناء الطبيعية للاستفادة منها في الاستشفاء, والاهتمام بمناطق الجذب السياحية والسواحل الذهبية والمحميات الطبيعية, والاستفادة من الموقع اللوجيستي وأهميتها التجارية. كما يشمل المشروع حلولا لمشكلة تمليك الأرض للمصريين وحق الانتفاع لغيرهم. وحتي تتضح الملامح الرئيسية للمشروع فإننا سنبحث عن إجابة لابرز الاسئلة التي تدور في الاذهان ومنها: إمكانات المشروع وفرص العمل التي يتحيها وفوائده واهدافه؟ تحتل سيناء مكانة متميزة في قلب كل مصري, هذه الأرض التي ارتوت بدماء المصريين عبر ربع قرن من الحروب ابتداء من عام1947, وحتي نصر أكتوبر وهي أرض شديدة التميز, بموقعها الجغرافي بين قارتي آسيا وإفريقيا, وهي بوابة مصر الشرقية, ومن امتطي أرض سيناء فقد امتطي الشرق الأوسط كله فهي معبر الأنبياء والرسل ومهبط الرسالات السماوية, معرض طبيعي ومفتوح للتراث الحضاري.. لهذا فهي الجسر الاستراتيجي الذي يربط مصر بالمشرق العربي. ومطروح الآن أمام مجلس الوزراء مشروع تنمية شبه جزيرة سيناء.. واستبدلت بمشروع تنمية سيناء إلي المشروع القومي لتنمية سيناء. وقد دعا د. عصام شرف رئيس الوزراء إلي استراتيجية وطنية تشجع هجرة الشباب ورأس المال والتكنولوجيا الحديثة في اطار متناغم مع التنمية المستديمة.. ولعل من العقبات التي اعترضت تنمية المناطق الصحراوية عموما هي ضعف المرافق وعلي رزسها وسائل المواصلات والاتصال والخدمات الصحية العاجلة مع نقص الماء والطاقة بحيث تصبح المناطق الصحراوية طاردة للسكان. ثروات شبه الجزيرة التعدينية وشبه الجزيرة تعتبر من أهم مناطق التعدين في مصر وتزخر بأجود أنواع الرخام ورمال الزجاج والفحم ومواد البناء والرصف وخامات الأسمنت والكبريت وأحجار الزينة والبترول والملح النقي.. وتزخر أودية سيناء وجبالها بالسيول الجارفة وتكون خمسة احواض رئيسية هي: حوض العريش, وخليج السويس, والعقبة, والجراف, والساحل الشمالي وتنعم شبه جزيرة سيناء بسبع محميات طبيعية علي رأسها محمية رأس محمد, الأطرض وسانت ساترين ونبق وأبو جالون ومحمية طابا, أما مناطق الجذب السياحي فعددها13 منطقة من التراث الحضاري والثقافي العريق. الماء قضية حاكمة في شبه الجزيرة وتعتبر موادر المياه من أهم الضوابط الحاكمة لتنمية سيناء وهي قضية بالغة الاثر والامر المحدد في توزيع السكان والعمرات وكل الانشطة الاقتصادية والزراعية والصناعية, وهنا تأت ترعة السلام علي رأس هذه الحلول المثالية ولكن لابد أن نضع في اعتبارنا قضية المياه الجوفية والسيول وتحلية مياه البحر, ورغم أن سيناء تمتلك شبكة من الأودية الموسمية وتستقبل مياه الأمطار الغزيرة المتساقطة فوق المرتفعات وتنزلق في صورة سيول عنيفة وثمة حوضان ينافسان بعضهما البعض وان حصل حوض وادي العريش الأعلي علي غنيمة أكبر من المياه عن حوض وادي العريش الأدني.. يأتي بعدهما حوض وسط سيناء بامطاره الكثيفة وتتميز احواض شبه الجزيرة بأنها تحتفظ بكميات كبيرة من الأمطار لأنها اودية مستميرة كما يقول د. ضياء القوصي خبير المياه العالمية, أما المياه الجوفية فان الطبقات الأرضية بطبيعة سيناء تحتفظ خزاناتها بمياه جوفية قريبة من السطح وبعضها في الكثبان الرملية وفي السهل الساحلي. اما المياه الجوفية العميقة مثل خرانات البحر الرملي النوبي وهي تغطي نصف مساحة سيناء فهي علي اعماق تتراوح مابين700 إلي ألف متر جنوب الحسنة ووسط سيناء وخليج السويس وفي آبار مسلة جنوب عيون موسي. وقد استحوذ العلماء علي خرائط التربة وجيولوجية المنطقة وتم تقسيم خصائص التربة إلي سبع إقاليم في وادي العريش ووادي الجرافي ووادي سدر وشرق البحيرات والمنزلة وجنوب البردويل وإقليم الأحواض المائية غرب خليج العقبة. ونتيجة تنوع أشكال التربة وسطح الأرض, وامتداد الوديان القاحلة وشبه القاحلة والغابات الصنوبرية.. فإن العديد من الحيوانات النادرة انقرضت نتيجة عمليات الصيد الجائر ومع ذلك فإن شبه الجزيرة يضم سبع محميات مختلفة بين هجرة الطيور والشعاب المر جانية والغطس والسناري ومراقبة الحيوانات والتراث الطبيعي. أما التراث الحضاري فحدث ولاحرج.. وهو تراث تحسدنا عليه الدول كيف تسنح فرص واتجاهات التنمية؟ هنا تدرس لجنة البيئة برئاسة د. جمال حسني السمرة مقرر اللجنة وتضم صفوة من العلماء.. تدرس انماط التنمية المستديمة.. وتشير الدراسات إلي أهمية قيام بعض المشروعات التعدينية لتوافي الخامات التعدينية والمياه الجوفية بالمناطق الجنوبية من سيناء وبعض المشروعات الزراعية ويتعاظم الأمل عن فرص الكشف عن الفوسفات بمنطقة وسط سيناء ولاسيما في الهضاب ناحية الشمال وهضبة التبة والهجمة ونفس الفرصة في الاستغلال الزراعي والمراعي في وسط وشمال سيناء وسرعة تعزيز مياه النيل من خلال ترعة السلام وسحارة الدفرسوار لدعم التنمية وأهمية إقامة سدود لمياه السيول لتخزين هذه المياه في مناطق البروك والجراف والعريش والعقبة ووتير. أما المناطق الغربية من سيناء شرق خليج السويس فانها ملائمة للنشاط الصناعي لتوافر المعادن والبترول.