أكد الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية أنه لم يعد هناك مبررا للمظاهرات والاعتصامات الآن بعد البدء في محاكمة مبارك ورموز النظام السابق, وناشد جميع الطوائف في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد الانشغال بالبناء وتحقيق الاستقرار والبعد عن الإثارة. وأشار إلي أن الهدف من مظاهرات الجمعة القادمة إحداث حالة من الفوضي وعدم الاستقرار بالبلاد من أجل تأجيل الانتخابات مشيرا إلي أن الليبراليين بعد أن فشلت مساعيهم في الالتفاف علي إرادة الشعب عن طريق المطالبة بالدستور أولا ووضع مبادئ حاكمة للدستور, وأصبحت الانتخابات أمرا واقعا لا مفر منه فإنهم يريدون عرقلة هذه المسيرة ومنع إتمام الانتخابات بأي طريقة عن طريق إحداث حالة من الفوضي بالبلاد. واستبعد برهامي قيام مظاهرات الجمعة القادمة تحت راية الدولة المدنية, مشيرا إلي أن أي فصيل إسلامي أو حتي الطرق الصوفية لا تختلف معنا علي مرجعية الشريعة, موضحا أن الدولة المدنية في الإصلاح الغربي هي دولة لا مرجعية فيها للدين وهذا ما ترفضه كل التيارات الإسلامية كما أنها ترفض الدولة الدينية الثيوقراطية التي يحكم فيها الحاكم بالحق الإلهي, أما الدولة الإسلامية فهي دولة قانونية.. الحاكم والمحكوم فيها ملتزمان بالقانون.. وهو نصوص الشريعة الحاكمة علي الجميع, وهي متضمنة لحفظ حقوق الأقلية غير المسلمة, فلا حاجة إلي إضافات في الدستور للنص علي ذلك. وأوضح أن العديد من الطرق الصوفية أعلنت رفضها المشاركة في هذه المظاهرة. ومن جانبه أكد الدكتور يسري حماد المتحدث الرسمي لحزب النور السلفي أن التحالف بين الليبراليين والصوفيين هو تحالف مرحلي بين أشخاص طامحة للوجود وليس بين كيانات تعمل من أجل أمن مصر واستقرارها, مشيرا إلي أن أغلبية الصوفية لن ينصاعوا لهذه الدعوة. وأضاف: من العجيب أن أصحاب الفكر العلماني الليبرالي الذين ملأوا الدنيا صياحا بأن الديمقراطية هي السبيل الوحيد للارتقاء بالحياة السياسية في مصر ويحاولون الآن الالتفاف علي الديمقراطية ويحاولون فرض الوصاية علي شعب مصر, ويدعون لمليونيات صدامية في مواجهة المد السلفي بزعمهم وكأنهم يجرون البلاد إلي فتنة وصدام شخصي بعد أن فشلت مساعيهم للصدام مع المؤسسة العسكرية. وطالب د. حماد الليبراليين والصوفيين بتغليب المصلحة العامة للبلاد علي النظرة الحزبية الضيقة وألا يكونوا أدوات لبث الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد خاصة أن المرحلة الجديدة من تاريخ بلادنا تستلزم احترام تطلعات وأحلام شباب مصر في إصلاح ما أفسده النظام السابق والسير بمصر وأبنائها مجتمعين لبناء دولة متقدمة.