سبحان الله القادر على كل شىء، صاحب الكاف والنون، اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وسبحان المعز المذل يرفع اقواما ويضع آخرين، يهب الملك لمن يشاء وينزعه عمن يشاء، هذا هو ما حدث بالفعل، وصدق المولى سبحانه وتعالى ليؤكد للبشرية جميعا ربوبيته وقيومته على من فى السماء والارض. وتأتى محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك ومعه علاء وجمال والعادلى ومساعديه وكبار رجال الدولة الذين كانوا يهيمنون تماما على الدولة المصرية ويعيثون فيها فسادا وصلفا وغرورا لتؤكد ان المولى عز وجل يمهل ولا يهمل وأنه يعز ويذل، فمن منا جميعا كان يتصور ولو لمجرد الرؤيا المنامية ما حدث ويحدث وسيحدث لكنها القدرة الالهية الذى يقول للشىء كن فيكون. ورغم التعاطف الانسانى الذى أبداه بعض المصريين الا ان الرجل ورجال نظامه يستحقون ما هم فيه وانهم بأيديهم وضعوا أنفسهم فى هذا الوضع المهين وأنهى الرجل تاريخه العسكرى والسياسى كرئيس لاكبر واعظم دولة فى الشرق الاوسط بشكل مهين، كان لا يجب ألا يضع نفسه فى هذا الوضع المزرى ويقضى على تاريخه كله ويشاهده العالم العربى والغربى والمصريون جميعا ذليلا داخل قفص الاتهام متهما ليرد على القاضى افندم انا موجود، افندم انا ما عملتش حاجة، وهو الذى كان رجال القضاء يقفون امامه يطلبون وده وهو الذى قال فى حق قضاء مصر الشامخ لا صوت يعلو فوق صوت القضاء قضاء مصر شامخ وسيظل شامخا وهكذا بالفعل ثبت ان قضاء مصر شامخا لانه يحاكم رئيسه السابق. ووقف مبارك خلف القفص الحديدى فى اكاديمية الشرطة الذى شهدت احتفالاته بعيد الشرطة الماضى 24 يناير وكان الرجل ونجلاه والعادلى ورجال الدولة جميعهم فى حالة شموخ. هكذا يعيد التاريخ نفسه بعد سقوط الفرعون الاكبر الذى قال أنا ربكم الاعلى، "الذى قال ياهمان ابنى لى صرحا لعلى ابلغ الاسباب" كان فرعونا حقيقيا لم يستمع لسيدنا موسى عليه السلام عندما أرسله المولى له لعله يتذكر او يخشى لكنه، الغرور الذى ينتاب دائما اصحاب النفوذ والمناصب ولم يؤمن الا فى حالة الغرق وكان ايمانه برب موسى اى طلب المساعدة والعفو لغروره من سيدنا موسى لكن المولى عز وجل رد عليه الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. لكنها فى النهاية رسالة السماء لكل طاغية أو فرعون عربى أو غير عربى ان يتقوا الله فى اوطانهم وان يدركوا أن شعوبهم ذات سيادة، وهذا الحدث غير مسبوق فى تاريخ مصر الحديث والقديم ورسالة للعالم أجمع ولجميع الحكام لان يحكموا بالعدل والعدالة الاجتماعية وان يعطوا شعوبهم الحرية كاملة وسيسجل التاريخ باحرف من نور لمصر ما حدث بها منذ 25 يناير وحتى انتهاء فترة المحاكمات وتولى مقاليد البلاد تحت عهد جديد. المزيد من مقالات فهمى السيد