أنا شاب عمري23 سنة نشأت في عائلة مفككة, وأبي يتاجر في الحشيش ولايفيق من سكرته. وقد وجدت عملا في المعمار وأنا طفل وقد بدأت مشكلتي الحقيقية منذ أربع سنوات عندما طلبت من أبي أن يخطب لي ابنة عمي. فمنذ أن نطقت بهذه الكلمة حاربني بكل قوة, ولم يمهلني حتي الحديث معه وطردني إلي الشارع.. ولم أجد مأوي لي إلا مسجد القرية فكنت أذهب إلي العمل في الصباح واعود ليلا الي المسجد فأنام فيه واتخذت من أحد اركانه مأوي لي وكل الناس يعرفون قصتي لكن احدا لايقترب مني أو يسألني عما أنا فيه, فهم يعلمون ما يفعله أبي, ولايجرؤ احد علي الحديث معه إنه شخص معدوم الضمير لايفكر إلا في نفسه, ولايعنيه سوي ملذاته وكثيرا ماتعرضت أمي للضرب علي يديه, وكذلك جدتي التي هي والدته. وقد تعلم أخوتي من كل أفعاله المحرمة وصاروا نسخة منه لكني اخاف الله ولن أفعل مايغضبه وهذا الهدف ملازم لي منذ خروجي من البيت وقد استطعت بفضل الله ان احصل علي شقة بالدور الأول في منزل ببولاق الدكرور, واشتريت انتريه, وسرير وأريد ان ارتبط ببنت الحلال علي سنة الله ورسوله. لكني مازلت خائفا اذ لو علم أبي بما أنا فيه سوف يقتلني لكي يحصل علي أي شيء حتي ولو كان بضعة جنيهات.. وأصبح الخيار الوحيد المطروح أمامي ان اذهب إليه واعطيه مامعي واتاجر معه في الحشيش وإلا فالموت مصيري علي يديه. إنني أربد الاستقرار ولا ارغب في العودة إلي منزلنا وأمني نفسي بحياة مستقرة وهادئة بعيدا عما يغضب الله فبماذا تنصحني؟ أبوك من طراز عجيب وغريب فهو لايفكر في نفسه فقط ويترككم لحالكم وإنما يزيد الطين بلة بإجباركم علي العمل معه في تجارة المخدرات.. وبالطبع فإن البيئة التي تربيتم فيها لاتساعدكم علي التنشئة السليمة ولاتوفر لكم الجو المناسب للحياة السوية. إذا لم يتلق أي منكم قدرا من التعليم ولم يعرف طريقا إلي التربية ولم يشعر باحتواء أسرته له فكان طبيعيا ان تتفرقوا كل إلي حال سبيله. وبرغم ما أحاط بك من متاعب فإنني اراك أفضل حظا من أخوتك إذ ان بعدك عن الأسرة طوال السنوات الأربع الماضية جعل منك شابا مختلفا يكسب قوته بعرقه ويخشي الله في تصرفاته. وأعتقد ان هناك كثيرات يرحبن بالارتباط بك ومنهن ابنة عمك ان لم تكن قد تزوجت بعد, وتستطيع أن تستعين بعمك نفسه في إتمام زواجك من ابنته.. لكني لاحظت أنك لم تشر إليه, ولم توضح لنا ما اذا كان يسلك نفس سلوك والدك.. أم انه من نوع مختلف يقدر من هم مثلك. لقد قطعت شوطا كبيرا علي طريق استعادة توازنك النفسي والمضي قدما في حياة مستقرة وسليمة.. فلا تدع اليأس يطبق الخناق عليك وكن دائما حسن الظن بالله فهو سبحانه وتعالي: عند ظن عبده به.. وفي كل الأحوال لابد ان تطوي صفحة والدك تماما إذا استمر علي هذا النحو. اسأل الله لك التوفيق والسداد.