التطهر من المباركية إذا سافر الفقر إلي مكان. قال الكفر خذني معك الصحابي أبوذر الغفاري جاء اليوم المشهود ليبدأ المصريون تطهرهم من عصر مبارك, وتبادل الشعب الزنزانة مع حسني مبارك وبقية أركان نظامه وعلي رأسهم جلاده حبيب العادلي! والغريب أن الصمت قد عم أرجاء مصر إلا من قلة تعد علي أصابع اليد تذكرت مبارك, إلا أن الغالبية العظمي ذهبت في رحلة تأمل عميق لمشهد المحاكمة لفرعون مصر الأخير!. ويبدو أن الكل جاهد نفسه ليتذكر ماذا بقي من ارث مبارك الطويل, والأغلب لاشيء مجرد قبض ريح!, وهذا فيما يتعلق بمخلفات الاستقرار المزعوم! وبالأحري الجمود الذي حمله معه فرعون جاء بالمصادفة, لا يحمل مؤهلات تناسب المنصب الخطير!. ومن ثم لم يكن غريبا أن يستبد الفساد ويعربد في أنحاء مصر, فإذا غابت الكفاءة وانعدمت الرؤية فلا مجال إلا للظلام. وفي الظلام لا تعشش سوي خفافيش الظلام, ولا تزدهر إلا الرؤي الظلامية!, ومن هنا عم الفقر ربوع المحروسة, وقال الكفر له خذني معك. ولم يكن الكفر فقط بجدوي التعليم ولا أهمية الكفاءة, بل الكفر أيضا بمحفوظ وزويل والبرادعي, فمصر المباركية لم تكن تتسع إلا للفقر والجهل والفساد وأرقام قياسية في الفشل الكلوي وأمراض الكبد والسرطانات بمختلف أنواعها! وإذا لم يكن الموت كافيا بكل ذلك وتجرأ البعض علي الخروج.. فقد كان الموت ينتظر أرواحا شابة بريئة علي أعتاب شواطئ أوروبا, أو يحملونه معهم في صناديق الموت الشهيرة القادمة من العراق زمن صدام, أو الموت في شوارع العواصم العربية سواء من الذل والفقر أو الموت في عبارات الموت مابين مصر والسعودية!. . والآن. يشعر المصريون بأن أمامهم فرصة أخري للحياة, بعدما أعادت ثورة25 يناير لمصر كرامتها وعزتها, واستعادتها من حافة الموت الذي لا حياة بعده!. إلا أن الطريق أمامها طويل, فهي قد تكون تخلصت من مبارك, ولكنها لم تتطهر بعد من المباركية. ولذا فهي مطالبة بأن تدخل بسرعة من مرحلة التحرر إلي معركة التطهير لكل من أفسدوا الحياة السياسية, وكل من أشاعوا الموت والفقر والكفر, وبالأخص الذين يريدون سرقة الثورة والأخطر روحها باشاعة التكفير!!. ولذا فالتطهير مطلوب اليوم وليس غدا. المزيد من أعمدة محمد صابرين