كان والدي رحمه الله أستاذا جامعيا وعالما في الجيولوجيا, وكان من الرعيل الأول الذي أسس جماعة الاخوان المسلمين, ولكنه استقال منها عام..1954 وكان أول من ربط بين أحكام القرآن الكريم وبين علم الأرض وعلم الفلك رباني والدي وعلمني أنا وأخوتي أن أركان الإسلام خمسة.. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. الصلاة.. الصوم.. ايتاء الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا, وأن الدين هو المعاملة, وأن المسلم هو من سلم الناس من يده ولسانه, وهو الذي يفي بعهده, وأنه هو الذي يراعي الله في جميع تصرفاته وأعماله, وكانت والدتي رحمها الله سيدة فاضلة تضع الايشارب علي رأسها, وترتدي الملابس المحتشمة العادية, ومثل جميع سيدات مصر في حقبة الثلاثنيات وما بعدها.. ولا أذكر أن والدي أجبرها أو المح اليها في يوم من الأيام أن ترتدي النقاب أو الخمار.. ولا أجبرني يوما أن أطلق لحيتي أو أن ألبس الجلباب القصير أو حتي الطويل. أنا إنسان عادي جدا ألبس القميص والبنطلون والبدلة والشورت.. وأصلي وأصوم وأدفع الزكاة وأكرمني الله بالحج عدة مرات.. وأراعي الله في عملي وتعاملاتي مع الآخرين أيا كانت ديانتهم أو هويتهم, وأصادق المسيحيين, واتقي الله في عائلتي وأسرتي وأوفي بعهدي, ولكني لا ارتدي الجلباب القصير ولا أطلق لحيتي. فالإسلام أكبر من هذه المسائل غير المعقولة التي يتمسك بها السلفيون ويرونها جوهر الدين. محمود فهمي إبراهيم محمد فرج المحامي بالنقض والإدارية العليا