سؤال يطرح نفسه في الآونة الأخيرة هل هناك صفقة بين الإخوان والسلفيين والمجلس العسكري وهل يتكرر سيناريو السادات والإخوان المسلمين عندما استعان بهم لتحجيم نشاط الشيوعيين وهل يريد المجلس العسكري أن يستخدم سلاح الإخوان والسلفيين ضد الفكر الليبرالي والعلماني الموجود في الميدان. فالأخوان مؤخرا يؤيدون كل قرارات المجلس العسكري، فأصبح الكثير على يقين بأن جماعة الإخوان المسلمين تحاول أن ترضى المجلس لتأخذ نصيبها من "التورتة " المنتظر تقسيمها بين القوى السياسية والتيارات المختلفة، فالجماعة طالبت في بداية الثورة باستمرار الاعتصام في ميدان التحرير حتى يتم تحقيق جميع مطالب الثورة التي أعلنوها ومنها تأسيس دستور جديد للدولة وحل المجالس المحلية ومحاكمة الرئيس مبارك إلا أن الإخوان سرعان ما تراجعوا عن مطالبهم، ووافقوا علي إخلاء الميدان ثم قالوا نعم للتعديلات الدستورية التي أجريت في شهر مارس الماضي بعد اختيار أحد قيادات الجماعة وهو صبحي صالح ضمن لجنة تعديل الدستور.. كما أن الأخوان رفضوا المشاركة فى أكثر من جمعة مليونية عقب الثورة وأعلنوا رفضهم لتلك التظاهرات ولكن بعد موقعة العباسية في الجمعة قبل الماضية نزل الأخوان بكل ثقلهم في الميدان الجمعة الماضية ضاربين بكل ما قالوه من قبل عرض الحائط رافعين شعارات دينية ومطالبين بتطبيق فوري للشريعة الإسلامية رغم اتفاقهم مع بقية القوي الوطنية بعدم طرح شعارات دينية في الوقت الحاضر فالأهم هو لم شمل الشعب المصري ثم محاربة الفساد ودفع عجلة الإنتاج بعد توقف دام عدة شهور. ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للسلفيين فهم لم يشاركوا في الثورة إلا بعدد قليل كممثلين عن أنفسهم كما أعلنت قياداتهم عدم مشروعية الخروج علي الحاكم في بداية الثورة حسب بيان الدكتور ياسر برهامي عضو المجلس الرئاسي للدعوة السلفية بالإسكندرية الذي طالب المتظاهرين بالعودة إلي منازلهم وأكد حرمانية الخروج علي الحاكم، لنجد بعد ذلك التيار السلفي يخرج الجمعة الماضية متضامنا مع الأخوان المسلمين رافعا نفس الشعارات.. ولكن هل معنى ذلك أن هناك اتفاقا بين الأخوان والسلفيين من ناحية والمجلس العسكري من ناحية أخري.. الإجابة بالطبع لا فالمجلس يستمد قوته من الشعب فهو كما حمي الشعب وثورته فأن الشعب يرد له الجميل بطاعة أوامره والاستجابة لكل قراراته والجداول الزمنية التي يحددها للعملية الانتخابية أو نقل السلطة.. فالمجلس العسكري ليس في حاجة للإخوان أو السلفيين فالقاعدة التي يستند عليها هي أكبر من الإخوان والسلفيين ولكن هذه الجماعات تحاول أن تكسب ود المجلس العسكري رغبة منها في الحصول علي مكاسب في البرلمان أو الحكومة أو القفز علي الثورة مثلما حدث في إيران عام 1979 عندما قامت حركة شبابية إيرانية اسمها «مجاهدى خلق» بانتفاضة واسعة ضد نظام الشاه، وظل الحرس السري، المعروف وقتها باسم «السافاك»، يطاردهم ويغتالهم داخل وخارج إيران، لكنهم ظلوا يتظاهرون حتى أجبروا الشاه على مغادرة إيران وجاء آية الله الخوميني من منفاه فى باريس لكي يقفز علي السلطة ويطلق عليها «الثورة الإسلامية». لقد نسي الأخوان والسلفيون أن المجلس العسكري في النهاية سيعطي مصر للمصريين ولمن ينتخبه الشعب سواء في انتخابات الرئاسة أو الانتخابات البرلمانية وأنه مضى عهد "التربيطات" والاتفاقيات الجانبية ولعلنا نلمس ذلك في طريقة حكم المجلس العسكري والتي تتسم بالشفافية المطلقة والديمقراطية التي تعطي لكل مواطن مصري حقه في اختيار من يمثله وينوب عنه. المزيد من مقالات عادل صبري