الإرهاب محلي أيضا ما هي العلاقة المحيرة بين المذبحة التي ارتكبها الشاب النرويجي في معسكر صيفي لأبناء حزب العمال الحاكم في بلده وكراهيته للمسلمين؟ فالشاب الارهابي لم يوجه ضربته لجماعات المهاجرين المسلمين,بل لحكومة بلاده وحزبها ولابناء وطنه.. مع ذلك يواصل المسئولون هناك ربط الجريمة بكراهيته للمسلمين.. لماذا ؟ ربما أراد الارهابي توجيه ضربته لشباب الحزب تعبيرا عن استنكاره لسياسات يساريه ليبرالية مرحبة بتعدد الثقافات والهجرة, ينبذها هو باعتباره متطرفا يمينيا, ولا نقول متطرفا مسيحيا كما وصفوه هناك.. فلا دين ولا ايديولوجية للارهاب والارهابيين.. ويبدو أن الشرطة ارادت الاسراع بهذا الوصف لتبرئة المسلمين قبل أن تحوم حولهم الشبهات في ارتكاب المجزرة.. صحيح أن هناك ظاهرة واسعة الانتشار بين اليمين الأوروبي المتطرف ترفض تعدد الثقافات المرتبط بتدفق الهجرة من العالم النامي.. ولكن هل التطرف اليميني يدعو للقتل وارتكاب المذابح بهذه الوحشية(86 قتيلا) من الواضح أن ارهابي النرويج ليس انسانا طبيعيا.. هو مصاب فيما يبدو بنوع من الاضطراب الذهني المرتبط بتطرفه المفرط ولا يجب أن يعفيه ذلك من أشد عقوبة.. يبدو ذلك في اعترافاته وفيما جاء في منشور أعده في1500 صفحة بعنوان عام2083: اعلان أوروبي للاستقلال, يدعوفيه للدفاع عن اوروبا ضد هجرة المسلمين وتعدد الثقافات, ويتوقع صراعا يؤدي الي مقتل مليون شخص. جريمة النرويج جرس انذار للغرب بوجود ارهابيين محليين من أبناء الوطن نفسه من نوعية تيموثي ماكفيي اليميني الأمريكي الذي دمر بناية في أوكلاهوما سيتي(1995) وغيره من جماعات أوروبية متطرفة.. ويتعين الا تنشغل أوروبا عن هذه الحقيقة بمخاوفها وتركيزها علي الارهاب الخارجي, خاصة بعد تهديدات القذافي بنقل الحرب لشوارع أوروبا, وايضا بعد ما قيل من أن أيمن الظواهري الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة أعد استراتيجية تعتمد علي توجيه ضربات ارهابية الي أهداف غربية سهلة وهذه الأهداف تتوافر بالدول الاسكندنافية الصغيرة.. فهل تنتبه تلك الدول الي الارهاب الذي يهددها من الداخل والخارج معا؟ المزيد من أعمدة سلوي حبيب