توافقت العديد من القوي والحركات السياسية من احزاب وتيارات وشخصيات سياسية شاركت في مليونية أمس الأول علي ان التيار السلفي نقض وآخل باتفاق القوي الوطنية والليبرالية والوسطية، وخرج عن النص الذي اتفقت عليه غالبية القوي في اجتماعها بمقر حزب الوسط والذي يعكس حالة توافقية عامة حول مطالب رئيسية ووحدة الصف, وقاموا برفع شعارات دينية خلافية لكن حزب الوسط رأي ان موقف الجماعة السلفية لا يعد اخلالا بالاتفاق أو خروجا عن النصر. ويشير سامح عاشور رئيس الحزب الناصري إلي أن ما حدث من جانب بعض السلفيين في الميدان يعتبر مراهقة سياسية غير حميدة في ظل اتفاقات قائمة, الأمر الذي سيكون له أثر سلبي في المستقبل قد يصل إلي عدم قبول أي قوي وطنية أو تيار أو حركة ابرام اتفاق او تحالف في المستقبل مع جماعة السلفيين. واضاف عاشور ان المليونية قسمت الصف وفشلت في توحيده وان اصحاب الشعارات الدينية ارادوا العزف منفردين واننا تركنا الساحة والميدان خوفا وتجنبا من حدوث صدامات. من جانبه اكد ايمن نور مؤسس تحالف حزب الغد والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ان المشهد الذي ظهر في المليونية لم يعبر اطلاقا عن جمعة تحمل عبارة لم الشمل, وكان يجب عليها ان تحمل شعارا آخر لانها فشلت في تحقيق هذا الشعار. وأوضح ان تيارات سياسية عبرت عن وجودها لاثبات حضورها في المشهد السياسي وان شعاراتهم الدينية التي رفعوها نتيجة لحالة من الاحتقان تم التعبير عنها بطريقة واضحة لم تسعد الاطراف الأخري. وقال د. عمرو حمزاوي مؤسس حزب مصر الحرية إن مليونية الجمعة اتسمت بعدم الالتزام بما تريده الارادة الشعبية وبشق الصف واقتسامه وما اتفقنا عليه ووقعنا عليه من خلال بياناتنا الصادرة عن اجتماعنا بحزب الوسط من جانب السلفيين ولذلك اعلنا انسحابنا من الميدان. كما اعلن جورج اسحاق الناشط السياسي رفضه واستياءه مما حدث واعتبر أن نقض الاتفاق من جانب القيادات الإسلامية يعد اهانة للقوي الوطنية الأخري وللشعب المصري. وقال اسحاق اننا ضد كل من يخرج عن الاجماع الوطني المتفق عليه مضيفا سندعو وسنقف مع كل من يطالب بالدولة المدنية. ومن ناحيته اكد حسين عبدالرازق القيادي بحزب التجمع ان ما حدث في تلك المليونية نوع من استعراض القوي من جانب التيار السلفي وأخل باتفاق القوي الوطنية الأخري حول شعارات المرحلة وطرح رؤية انقلابية تقوم علي الدعوة لتأسيس دولة دينية طبقا لمفهوم خاص بالاسلام, وهذا امر بالغ الخطورة ويهدد ثورة 25 يناير. وأوضح ان جميع القوي الوطنية المؤمنة بمدنية الدولة مطالبة برد ديمقراطي علي تأسيس دولة دينية. واشار عبدالرازق إلي ان الانسحاب من الميدان هو نوع من الوعي والذكاء لهذه القوي التي تركت لهم الساحة وتجنبت الاحتكاك والصدامات مع السلفيين. وفسر الدكتور سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع تلك الاحداث بأنها كانت متوقعة وهناك فرقتان الأولي ذات التوجه الإسلامي المنتمي للعصور الوسطي والثانية ذات التوجه المدني الحديث وان التوجهات المستقبلية متباينة لكلا الفرقتين ومن الصعب الوصول إلي تفاهم مرضي في أي دولة من دول العالم, مؤكدا ان المسافات ازدادت بعدا بين هذين الفريقين. واشار فياض إلي أن حزب الوسط يلعب دورا ينتمي إلي اسمه وهو دور التوافق فيما لا توافق فيه بسبب بعد المسافات بين الفريقين.