كتب:نادر أبو الفتوح إن يوم ميلاد الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كان نعمة للبشرية كلها, فقد أعاد لها فطرتها وصحح مسارها, ويقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة القاهرة أن هذا اليوم كان يوما فاصلا بين عهدين في تاريخ البشرية, عهد انحرفت فيه الأمم انحرافا بعيد المدي عن تعاليم الله فانتشر الفساد والبغي في الأرض. أما العهد الثاني فقد استكملت فيه الإنسانية نضجها واستعدت لاستقبال خاتم الرسالات, ولقد كان العالم قبل مولده يتخبط في الضلال والمنكر كبهيمة عمياء وكان يسوق هذه البهيمة إلي الشرق الفرس علي ما هم فيه من انحلال وفساد ويقودها إلي الغرب الروم علي ما هم فيه من إباحية وفسوق وكان إيوان كسري وبلاط القيصر يتنازعان الولاية علي الأرض بالكفران والطغيان, وكانت البشرية في حاجة لنبي يرسخ عقيدة التوحيد لتولد البشرية من جديد. وقد توفي عبد الله بن عبد المطلب في رحلة القافلة إلي الشام تاركا زوجتة آمنه بنت وهب وهي حاملا في أشهرها الأولي, وقد روت السيدة آمنه بنت وهب عندما كانت حاملا أنها في إحدي الليالي رأت كأن نورا قد خرج منها فأضاء قصور الشام, ولم تشعر بالوهن والضعف الذي تشعر به الحوامل بل كانت تغدو في كل يوم وهي أكثر نشاطا منها في اليوم الذي قبله حتي أتمت شهور الحمل وولدت رسول الله صلي الله عليه وسلم في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول الموافق عام570 ميلادية, وهو العام الذي حدثت فيه حادثة الفيل, وبعد أن وضعت أرسلت أم النبي جارتها إلي عبد المطلب بن هاشم جد الرسول صلي الله عليه وسلم تخبره بأنها وضعت, فجاء إليه مسرعا وفرح فرحا شديدا وحمله وقال ليكونن لإبني هذا شأن كبير ثم حمله بين يديه وانطلق به يطوف حول الكعبة, فلما كان اليوم السابع من مولده أطعم عبد المطلب بن هاشم المساكين والفقراء ودعا رجالا من قريش فحضروا وطعموا, وسألوا عبد المطلب ما سميته؟, فأجاب سميته محمدا.