أريد أن اطرح وجهة نظري بخصوص البعثات المصرية فهناك ثلاث شرائح للباحث المصري هي الباحث المبعوث والباحث نصف المبعوث والباحث غير المبعوث أو المتعوس ونجد أن المبعوث يأخذ اجازة كاملة بمرتب ومصاريف البعثة, والمصاريف الشخصية (كتب وملابس وتأمين صحي إلخ) طوال فترة البعثة (5:4 سنوات) واعفاء بنسبة من الجمارك لشراء سيارة. أما الطالب نصف المبعوث فنجد أنه يأخذ اجازة كاملة بمرتب نصف فترة البعثة أي لمدة سنتين ولايحصل علي اعفاء جمركي والمطلوب منه انجاز الرسالة كاملة في نصف المدة لانه لو رجع لن يستطيع عمل شئ نظرا لفرق الامكانات بين هنا وهناك ايضا فقط تخرج شهادته من مصر وليس من الجامعة الاجنبية. أما الطالب غير المبعوث أو المتعوس فلا يأخذ اجازة ولا مصاريف بعثة ولا مصاريف تجهيزات معملية ولا اعفاء جمركيا ويقع تحت وطأة روتين وبيروقراطية قاسية وتدريس وأعمال امتحانات الخ. أي ان الدولة تعطي كل المميز ات للطالب الذي يكلف الدولة الاكثر وهكذا حتي لاتوجد أي ميزات للطالب الاقل انفاقا وكأنه نظام عنصري. وأعتقد أن هناك ظلما بين الباحثين المصريين أنفسهم, وأقترح عمل نوع من التوازن بمعني أنه يجب ان يعطي جميع الباحثين الذين لهم حق الترشح لبعثات جميع الميزات العينية أي مصاريف الكتب والملابس والاعفاء الجمركي علي قدر المساواة. اننا نريد بناء نهضة علمية ويوجد قصور لدينا في الامكانات خصوصا المتطورة بالنسبة للكليات العملية وهذا ما يجعل الباحث يلجأ للسفر. والمبعوث الكامل يكلف الدولة مابين نصف إلي ثلاثة أرباع المليون جنيه.. واري أنه بدلا من ان نبعث مثلا300 مبعوث سنويا نكتفي ب100 ومصاريف ال200 الباقين توزع علي600 إلي1000 باحث داخل مصر بحيث يقومون بشراء تجهيزات معملية وتقنية بحتة وكذلك دعوة أساتذة أجانب للمشاركة بالرأي العلمي أو فتح قنوات علمية مشتركة, وبذلك نبني قاعدة معملية وعلمية وتقنية تنفع الباحث ومن بعده وأيضا المبعوث اذا رجع إلي أرض الوطن ولم يجد ما يساعده علي استمرار ابحاثه فيصدأ ويموت علميا. د. محسن عبدالعال هندسة الازهر