هؤلاء الوزراء مظلومون! هل من المنطق الاطاحة بكل عنصر في التغييرات الوزارية لمجرد أنه كان نائبا في البرلمان عن الحزب الوطني أو مارس سلطاته في ظل النظام البائد أليس هناك وزراء ادوا مهامهم بنجاح وتحلوا بالنزاهةوكانت صفحاتهم بيضاء؟ لقد أشرنا من قبل ليس كل نائب في الحزب الوطني المنحل يكون منحرفا ومتربحا ومنتفعا بل هناك نواب قليلون كانوا لهم شعبيتهم ولم يحققوا الفوز في الانتخابات بالتزوير بل كانوا جديرين باحتلال المقعد البرلماني وبناء عليه ليس كل من حمل هذه العضوية وتحصن بها يكون قد تحايل وخدع الناخبين.. وما نقوله علي نواب الوطني ينطبق أيضا علي وزراء الوطني فليس كل من شغل المنصب الوزاري في عهد الرئيس السابق يكون مرفوضا ومنبوذا ونظلم بعض الوزراء كثيرا لو وضعناهم في ميزان واحد مع زملاء لهم إنتقلت إليهم عدوي الفساد من حاكمهم.. صحيح أن مبارك كان له الكلمة العليا في كل تشكيل أو تعديل وزاري يأتي بمن يشاء ويطيح بمن يشاء وإن لم يتدخل هو فتكون الكلمة للزوجة أو الإبن الوريث وصحيح أن معايير اختيار أغلب الوزراء لم تكن تخضع لنزاهة أو كفاءة وإلا لما آل الحال لتلك الكوارث التي نعيشها إلا أن هذا كله لايمنع من القول إن وزراء قليلين خارج القائمة الوزارية السوداء وهم وزراء شرفاء كان لهم عطائهم ولكل قاعدة استثناء ونذكر منهم بداية فؤاد محيي الدين رحمه الله وكمال الجنزوري وعاطف صدقي وليس عبيد وحسب الله الكفراوي كانوا جميعهم لهم رصيدهم وأداؤهم وعطائهم وصفحتهم البيضاء ونجد أيضا في أعقابهم سمير رضوان وعضويته في لجنة السياسات أو العضوية بالتعيين في البرلمان لا يجب أن تدينه أو تجعل منه وجها مرفوضا وكذلك عمرو سلامة عضويته في الشوري السابق لا تقلل من كفاءته وخبراته التعليمية وفايزة أبو النجا أعلم عنها الانضباط والجدية والنزاهة وأعلم عنها ذلك رغم أنني لم ألتق بها علي الاطلاق كما أن الوزير فتحي البرادعي كونه محافظا لدمياط في عهد مبارك لا يمثل إدانة, والعبرة بحجم العطاء والجدية وإذا كان حسن يونس له بالفعل موقف حازم مع رجال الأعمال المنتفعين في محطة الضبعة ويكون الرجل قد رفض بالفعل قطع الكهرباء عن ميدان التحرير أثناء الثورة لو كان هذا حدث يكون يونس وزيرا مقبولا وليس مرفوضا.. ومرة أخري نظلم هؤلاء الوزراء كثيرا لو قلنا أنهم مدانون لمجرد أنهم تولوا مهامهم في عهد الرئيس السابق. المزيد من أعمدة شريف العبد