عادة ما يطالبنا خبراء التغذية والصحة العامة بممارسة نوع من التوازن بالنسبة للطاقة, وهي طريقة جديدة تعني عدم تناولنا لمقادير من السعرات الحرارية تفوق ما نحتاج لحرقه خلال أنشطتنا البدنية اليومية, فإذا كنت تستهلك نحو2700 سعر حراري يوميا, وهو متوسط ما يحتاجه جسم أي انسان في اليوم, فيعني ذلك أنك تتناول كمية من السعرات الحرارية تصل لحوالي مليون سعر في عشر سنوات. ويعني حصولك علي هذا القدر من السعرات أنك تناولت كمية من الطعام تصل إلي عشر أطنان. ويتساءل الدكتور ميتشل لازار مدير معهد السكر بجامعة بنسلفانيا كيف يمكنك حيال ذلك أن تقارن بدقة بين السعرات الحرارية التي حصلت عليها من هذه الكمية الكبيرة من الطعام طوال هذه السنوات والسعرات الحرارية التي أنفقتها في آداء مختلف أنشطتك البدنية لكي تتأكد من عدم اكتسابك لأكثر من10 كيلوجرامات طوال هذه الفترة. ولاشك أن ذلك يمكن أن يكون كافيا لنقلك من حالة القوام الممشوق في عشريناتك إلي حالة البدانة والسمنة المفرطة في عقدك الرابع. وهو ما يحدث فعلا للكثيرين. فتؤدي إضافة20 سعر حراري فقط يوميا لطعامك طوال10 سنوات إلي زيادة وزنك بنحو10 كيلوجرامات. والنقطة الجديرة بالملاحظة, وفقا للدكتور لازار أنك لن تتمكن بأي حال من الأحوال من مقارنة ما تحصل عليه من السعرات بما تحرقه يوميا منها, وتكون النتيجة عدم ملاحظة الفارق الذي يخزن بشكل تراكمي علي مدي أعوام ليصل إلي القدر المذكور, لأنك ببساطة لن تلحظ ذلك إلا إذا ركبت عدادين أحدهما لتسجيل السعرات الداخلة والأخر لتسجيل السعرات المحروقة, وهو أمر غير ممكن في واقع الحياة. ولك أن تعرف أن هذه الكمية الضئيلة من السعرات الحرارية ما هي إلا قضمة واحدة صغيرة من سندوتش همبرجر أو دجاج مقلي, أو رشفتين من زجاجة كولا, أو بضع قضمات من أحد ثمار الفاكهة. ولذلك فإن مراقبتك لنوعية وكمية الطعام الذي تتناوله ومدي مناسبته مع الجهد البدني المطلوب منك هي أنسب طريقة لإحداث التوازن بين الاثنين, ومن ثم إبعادك عن شبح السمنة.