كتب - محمد مطر: جسور تكامل وتواصل تلك كانت اجواء الأسبوع الثقافي المصري الذي اختتمت فعالياته اخيرا بمدينة تلمسانالجزائرية في إطار احتفالاتها كونها عاصمة للثقافة الإسلامية هذا العام, وباعتبارها مدينة اثرية تاريخية وحاضرة عربية عرفت باسم غرناطة إفريقيا ولؤلؤة المغرب العربي. هكذا أكد حسام نصار وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس وفد مصر هذا العنوان في كلمته التي القاها قبل ان يلتحم الجمهور مع اشعاره التي جاءت موسومة بقوة ثورة25 يناير. رئيس وفد مصر اشار في كلمته الي ان الثقافة الإسلامية ثقافة شاملة تعددت فيها الترددات والوان طيف الحضارات وهذا هو سر عظمتها وانتشارها. ولم تكن كلمة محمد سيدي موسي مستشار وزيرة الثقافية الجزائرية بعيدا عن هذا المفهوم بل تناغمت مع الواقع حيث قال: ان قافلة مصر الثثافية تحط رحالها في تلمسان لتغرس جذور الأخوة من جديد وتعزز اواصر القرب والمودة وتدعم التواصل الحضاري. لم يكن مصادفة ان يأتي الأسبوع الثقافي المصري مع ذكري عيد الاستقلال والاحتفال بالثورة الجزائرية هكذا اكدت خليدة تومي وزيرة الثقافة في الجزائر ان هذا التزامن والتوقيت كان مرتبا له تقديرا واحتراما واعترافا بالدور المصري الكبير لدعم الثورة الجزائرية العظيمة. وحول دور الثقافة في تجويد وتطوير العلاقات المصرية الجزائرية قالت تومي في حوارها للأهرام ان تلمسان تشع منها اليوم أشعة الدفء الجزائري المصري الذي سيعم من جديد علي علاقاتنا التاريخية التي لايمكن ان تكون قوية ومتينة لاتزعجها سحب الصيف العابرة التي لاتحمل الغيث ولاتسقي الزرع واضافت قائلة: ان الأسس الثقافية بين البلدين ثرية وقوية ومشتركة وتعد قاعدة يمكن للسياسية البناء عليها من أجل اقامة شراكة متجددة و مصالح متطورة وتعاون دائم لصالح الشعبين الشققين. وفي معرض حديثها عن مجالات التعاون الثقافي والفكري والأدبي والفني بين البلدين أكدت ان هناك مواسم مشتركة ين الجانبين في مجالات الثقافة والفنون, وهناك قدرات إبداعية وتراث مشترك متنوع يسمح لنا بوجود ارضية انطلاق نحو المستقبل, غير انها ركزت علي التراث ومكانته في صوت ذاكرة الأمة والمجتمع وضرورة الحفاظ عليه وشددت خليدة تومي علي الأهمية القصوي التي يكتسبها تصنيف تراث مصر والجزائر المادي وغير المادي علي مستوي منظمة اليونسكو داعية إلي تقديم ملفات مصرية جزائرية مشتركة امام هذه المنظمة العالمية فيما يخص تصنيف التراث مما يسمح بقبولها وتبنيها بسهولة اكبر, كما حذرت بالمخاطر التي تحدق بالتراث العربي الإسلامي في مدننا الأثرية العربية بسبب الاهمال, وكذلك العنف المسلح والنزاعات والصدامات العسكرية وطالبت بتفعيل اتفاقية لاهاي لعام1945 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح الثقافي والمحافظة عليه من الدمار, ودعت وزيرة الثقافة الجزائرية الي تعميق علاقات التعاون في ميدان التكوين المتواصل للشباب المتخصص في التراث مما يسمح بتوسيع دائرة معارضهم وتعميق بحوثهم ودراستهم في مجال التراث الواسع والمتشعب. وحول اختيار تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية قالت انه قرار من المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الذي يعقد تحت اشراف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ابيسسكو كونها المدينةالجزائرية التي تضم أكبر نسبة من المعالم التي تعود للفترة لإسلامية وكونها مدينة عبدت طريق الإيمان نحو أوروبا وإفريقيا وانطلقت منها قوافل الفاتحين لنشر الرسالة الحضارة الإسلامية خاصة في الاندلس, كما أنها مدينة للتسامح والتعايش السلمي, واضافت موضحة ان تنظيم هذه التظاهرة هو مناسبة للوقوف علي عظمة هذه المدينة التي كانت وتبقي احدي المدن الإسلامية, ونحن نعمل جاهدين للإرتقاء بها لتكون احدي المدن الرئيسية للاشعاع الثقافي وجعلها احدي المحاور المهمة للثقافة في إطار رؤية مستدامة للتنمية الثقافية.