لم يكن الطريق سهلا أمام الدكتورة ملحة عبدالله عندما اختارت أن تكون كاتبة مسرحية برغم أن مجتمعها في المملكة العربية السعودية لايحتفل كثيرا بفن المسرح,ويعتقد البعض هناك أنه نوع من اللهو، وإضاعة الوقت فيما لا يفيد أو يصرف عن العبادة وإذا تقبل المجتمع علي مضض فكرة وجود مسرح في المملكة يعرض القضايا الاجتماعية ويسري عن الناس فهو لن يقبل بنفس السهولة أن تكون الكاتبة امرأة تقود الفكر وتفرض رؤيتها علي الرجال.. لكن ملحة أصرت علي ايمانها بفن المسرح, كوسيلة للتعبير ودعمت هوايتها بالدراسة الاكاديمية. كما قدمت مجموعة كبيرة من المسرحيات باللغة العربية وباللهجة السعودية المحلية وأيضا بالعامية المصرية ومن أعمالها جوكاستا شبة النار مواطن رغم أنفه عالم يفط يفط السور التميمة أم الفأس فنجان قهوة سر الطلسم المسخ عندما تموت الثعالب الطاحونة, ومسرحية العازفة مونودراما والتي فازت بالجائزة الأولي عن النسخة العربية لمهرجان اي تي اي الهيئة العالمية للمسرح التابع لمنظمة اليونسكو في دورته الثانية وحول تلك الجائزة تقول الدكتورة ملحة: سعدت بالجائزة لأنني أول كاتبة عربية أحصل عليها, فقد فازت بها قبلي كاتبات اجنبيات في الدورة الأولي للمهرجان, ولكنني بفضل الله أول سيدة عربية تفوز بها والمعروف أن فن المونودراما أو الممثل الواحد يحتاج الي كتابة من نوع خاص, والي قدرة علي جذب المتلقي من خلال المونولوج الجيد والتكثيف الشديد للافكار والمشاعر مسرحية العازفة بطلته امرأة في منتصف العمر منعزلة في مكان ما تحيا مع آلة بيانو هو مصدر سعادتها وتوترها في نفس الوقت, والبيانو رمز للرجل الذي لاتستطيع العازفة أن تحيا بدونه,ولكنه هو الذي يسبب لها المشاكل والتعاسة. وقد قصدت من خلال هذا النص أن أطرح قضايا المرأة بشكل عام والمرأة العربية علي وجه التحديد, ومشكلات المرأة العربية كثيرة جدا منها علي سبيل المثال قضية الميراث فهي لاتستطيع أن ترث حقها في الأرض, لأن الأرض في المفهوم الشعبي للذكور فقط حتي لا يدخل الغرباء في ملكية الأرض, وهو مفهوم قبلي بعيد كل البعد عن الدين, ولكنه سائد للأسف في معظم مجتمعاتنا العربية. وسوف تقوم الهيئة العالمية للمسرح بطباعة مسرحية العازفة باللغتين الانجليزية والفرنسية, فضلا عن اللغة العربية.