بعد أن أبدعت 52 عملا مسرحيا شاركت بها في إثراء المكتبة العربية. ما بين نصوص للكبار والأطفال والمونودراما فازت د. ملحة عبدالله- الكاتبة السعودية المقيمة دائما بالقاهرة بالجائزة الأولي الدولية في مسابقة "نصوص المونودراما" التي تقيمها هيئة اليونسكو. وتتخذ قصراً لها إمارة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة. هذه الجائزة تقام باللغتين العربية والانجليزية. وفاز بنسختها الانجليزية كاتبة بولندية. ومبلغها 15 ألف دولار.. وسوف يقام حفل تسليم الجوائز أول يناير القادم. ويترجم النص الفائز للدكتورة ملحة عبدالله: "العازفة" إلي الانجليزية والفرنسية. كما أنه سينتج كعرض مسرحي من خلال الهيئة العالمية للمسرح. ويعرض في مهرجان الفجيرة للمونودراما. عن نص "العازفة" الفائز تقول د. ملحة: إنه يناقش حالة المرأة العربية التي تقف الآن علي مفترق طرق. بين ماض تعتز به وترتبط به وجدانيا ونفسيا وبين العولمة بإغراءاتها مضغوطها في الوقت الراهن.. والبطلة في النص لا تحمل اسماً. في إشارة إلي عمومية القضية علي المستوي العربي.. وتعمل عازفة للبيانو. وتعيش في غرفة مع آلتها. وفي ظل الخوف والتوتر والقلق الذي يسببه الزوج الغائب ماديا والحاضر معنويا. ويضغط عليها دائما. ويستنزفها إنسانيا واقتصاديا ويحاصر حقوقها وحريتها.. فتتسع دائرة الخوف لديها لتشمل الرجل: الأب والأخ والطبيعة والتقاليد والمجتمع كله. فوز الكاتبة بهذه الجائزة الدولية يثير تساؤلات كثيرة. فهي امرأة سعودية تفوقت إبداعيا علي عشرات وربما فئات ممن تقدموا لهذه الجائزة في ظل رفض دولتهم لأن تقود المرأة سيارتها!! وفي ظل منع المرأة من ممارسة مهنة التمثيل. وحداثة فن المسرح كتابة وعرضا في السعودية.. كيف تتجاوز د. ملحة هذه الحواجز. وكيف تنمو إبداعيا وسط بيئة غير مشجعة علي الإبداع؟! تقول: بدأ المسرح في السعودية 1932 باستيراد حسين سراج لمسرحيين من مصر. وأقام دار قرين للتمثيل في مكة. لكنهم لم يتمكنوا من تقديم شيء بسبب الاعتراضات التي قوبلوا بها.. لكن هذا لا يمنع وجود كتاب مسرحي آخرين غير حسين سراج مثل عبدالعزيز اسماعيل وراشد الشمراني وفهد الحارثي وعبدالعزيز عسيري.. وفي عام 1972 قدم أول عرض مسرحي رسمي من خلال فيصل بن فهد. وكان عنوانه: "طبيب بالمشعاب" عن نص "طبيب رغم أنفه" لموليير.. وقبله كان المسرح المدرسي والجامعي قائما منذ الستينات. مع عروض نسائية في المدارس.. وأنا استقي تجاربي كمادة خام من الحياة هناك. لكنني حين أكتب أتوجه إلي العرب جميعا. وأهتم بالتقنيات الحديثة لفن المسرح. وفي نصوص شخصيات نسائية. وهي غير موجودة بالمسرح السعودي. رؤيتي للمسرح السعودي حاليا أنه مازال يحتاج إلي البنية المعمارية الحديثة. ولا يكفي استعانته ببعض العادات والتقاليد لتوظيفها فنيا والتعبير عنها. أما ما يثار عن دور المرأة في مجتمعنا وكذلك ما يتصل بقيادتها للسيارات فالأمر مختلف عليه بين الدين والتشريع الذي يمنع أن تقيم المرأة مع رجل غريب عليها في سيارة يقودها. فهذه خلوة به.. كما أن المرأة حين تقود سيارتها فهي تحافظ علي نفسها وبناتها وهو حق لها.. لكن علي مستوي الأعراف والتقاليد والوجدان الشعبي فالأمر يدعوني إلي التحفظ علي قيادة المرأة للسيارة. بل ورفض هذا السلوك لأنني مع المجتمع المدني في موقفه هذا. والمجتمع يرفض!!