أرجوكم.. لا تلوثوا الثورة! بداية نؤكد أن مظاهرات 8 يوليو وتوابعها لا تعبر عن نقاء ثورة يناير وأهدافها المحددة, من عدالة وحرية وتغيير يعبر بنا لمرحلة أفضل. تلك الثورة التي وصفت منذ قيامها بأنها ثورة بيضاء وسلمية وبناءة, فنالت إعجاب العالم بأسره إلي أن طالب أوباما بتدريسها لطلاب المدارس. ولكن مع تعالي صرخات الدعوات الهدامة من غلق لقناة السويس, التي تمثل المصدر الوحيد للنقد الأجنبي الآن, وتعطيل المترو, ووقف العمل بمجمع التحرير والدفاع للعصيان المدني.. باتت تلك الأوصاف محل انتقاد من جانب الميديا العالمية مشيرة إلي أن الوضع في مصر في غاية القلق! وأمام هذا المشهد الذي لايمت بصلة لثورة يناير لنا بعض التساؤلات ربما يكون من المفيد طرحها. ماذا يفعل أب ذهب لمجمع التحرير لتجديد جواز سفره من أجل علاج ابنه بالخارج فيجد المجمع مغلقا بأمر دعاة الثورة؟! كيف تتواصل المشروعات الصينية في مصر بعد أوقفت الصين خطابات الضمان الخاصة بتلك المشروعات في البنوك المصرية بسبب الوضع المقلق في مصر, وما يترتب علي ذلك من هروب للاستثمارات وتشريد للعمالة! لماذا يصر بعض رجال الأعمال (من الثوار الجدد) علي شراء الخيام والتشجيع علي الاعتصام بغرض تشكيل الحكومة من الميدان؟! من المستفيد من خسائر البورصة التي بلغت 9 مليارات جنيه, بسبب أحداث الثلاثاء الماضي, ونحن ننادي بزيادة الإنتاج ودفع عجلة الاقتصاد؟! لمصلحة من نشكك في بيان المجلس العسكري رغم انحيازه للشعب, ونرفض أيضا بيان الحكومة الذي قرر تواريخ محددة لتحقيق المطالب؟! في الحقيقة نحن أمام ظواهر وسلوكيات غريبة علي ثورتنا المجيدة بعضها يرمي لتنفيذ أغراض لايعلمها إلا الله, وبعضها الآخر يهدف لتحقيق مآرب شخصية لاتحقق نفعا إلا لأصحابها. ولهؤلاء وأولئك نقول إن الشعب المصري الذي أيد ثورة يناير لنقائها, سوف يرفض بحسه الوطني من يلوثها.. وأرجوكم.. لاتلوثوا الثورة. [email protected] المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل