عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا أظهر الجيش "العين الحمراء" ؟
نشر في الوفد يوم 14 - 07 - 2011

تميزت العلاقة بين الجيش أو المجلس الأعلي للقوات المسلحة وبين ثوار 25 يناير بالاحترام المتبادل منذ اللحظة الأولي للثورة ، عندما وقف الجيش صراحة بجوار الثوار ، وحماهم وحلقت الطائرات فوق الثوار في التحرير وماسبيرو يوم تنحي مبارك كنوع من إعلان تحية الثوار وإظهار حمايتهم . فعندما كانت قوات العادلي تقتل وتدهس المتظاهرين ، كانت قوات الجيش التي انتشرت لاحقا تحميهم وتسمح لهم بكتابة شعارات الثورة وسقوط مبارك علي دباباتها ويصعد شباب الثورة علي أبراجها ليلتقطوا الصور التذكارية مع جنودها وضباطها وهم يهتفون هتافا واحد ( الجيش والشعب .. إيد واحدة) .
بيد أن هذه العلاقة بدأت تتدهور تدريجيا في أعقاب عدد من المصادمات بين قوات الشرطة العسكرية وبين متظاهرين في التحرير تشاجروا فيما بينهم أو من سعوا من غلاة المتحمسين من بعض الشباب للانتقال من الاحتجاج السلمي الي اقتحام أو تدمير بعض المنشأت بدعاوي الاحتجاج ، ومن هاجموا قوات الجيش والشرطة بالحجارة أمام السفارة الاسرائيلية ، ما نتج عنه اعتقال عدد من الشباب وتوجيه تهم لهم ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية ، وهو ما وضع أول حاجز بين الثوار عموما وبين قيادة الجيش .
وكادت هذه العقبة أن تنتهي مع صدور قرارات متتالية من المشير طنطاوي بإعادة محاكمة بعض الشباب ، أو الحكم عليهم مع إيقاف التنفيذ وإخراج آخرين من السجن الحربي .. لولا أنه واكب هذه الاعتقالات أو المحاكمات لعدد محدود من شباب الثورة أمام نيابات ومحاكم عسكرية بطء شديد في محاكمة رموز النظام السابق (أمام القضاء المدني) واستمرار بقاء مبارك في شرم الشيخ ، بل وصدور أحكام بتبرئة خمسة وزراء دفعة واحدة في إحدي التهم الموجهة لهم (هناك اتهامات أخري ) ، مما كهرب العلاقة بين الطرفين ودفع بعض غلاة الشباب – لا كل شباب الثورة - للتصعيد والدعوة لاعتصامات متوالية .
والملفت أن هذه المحاولات للتصعيد ضد الجيش من قبل بعض ائتلاف الثوار - الأضعف تأثيرا بين إئتلافات الثوار – فشلت من قبل في حشد مظاهرات مليونية دعت لها ، خصوصا عندما رفعت شعارات مثل (الدستور أولا) ، فسعت للعب بالورقة الرابحة التي تدغدغ مشاعر كل الثوار والمصريين عموما وهي ورقة (شهداء الثورة) ، وهذا هو السبب الرئيسي لنجاح مليونية 8 يولية الماضي .
والمشكلة أن هذه الائتلافات الشبابية المتبقية من جمعة 8 يولية ، سعت لاحقا لاستثمار هذا الزخم الناتج عن التظاهر في التحرير والسويس والاسكندرية في تصعيد الأزمة مع الجيش ، تارة بادعاء أن قادة الجيش – الذين سبق أن أشادوا بهم – هم من أعوان النظام السابق ، ورفع بعض الشباب المتحمس بصورة متطرفة صورا وشعارات مناهضة للمشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، وقالوا إن حكومة عصام شرف مجرد دمية تنفذ أوامر هذه القيادات العسكرية ، ووصل الأمر لتحريض شباب علي الصدام مع الشرطة العسكرية لكسر الحاجز النفسي بين الثورة والجيش كمقدمة طبيعية تقود لنجاح مخطط من يسعون لضرب مصر بالوقيعة بين الجيش والشعب !.
والأغرب أن قادة معروفين للثورة من بينهم الدكتور صفوت حجازي الملقب بخطيب الثورة ، طالبه بعض هؤلاء المعتصمين في التحرير بالخروج من الميدان ، وتحدث آخرون عن غياب القوي الثورية الرئيسية المعروفة عن الميدان ، فضلا عن غياب أخلاق الميدان عنه لدرجة تجريد اثنين ممن قيل إنهم من البلطجية من ثيابهم تماما ماعدا ما يستر العورة وربط آخر علي شجرة في حين كان المعتاد في أيام الثورة الأولي تسليمهم للجيش .
من يقود الهجوم علي الجيش ؟
وقد قاد هذا الهجوم والصدام مع الجيش عدة مجموعات داخلية وخارجية .. ففي الداخل قاد هذا الهجوم بشكل أساسي مجموعتا : (الحركة الوطنية للتغيير) – جمعية البرادعي - و(المجلس الوطني) الذي يشرف عليه المهندس ممدوح حمزة ، بجانب بعض ائتلافات الثورة القليلة من بين 190 إئتلافا لا يشارك أغلبها فيما يجري في التحرير .
وهذه القوي التي لعبت - علي المستوي الداخلي - علي هذه الوقيعة وشجعت كسر الحواجز الأخلاقية بين الشعب والجيش بدعوي أن الجيش خادم للثورة وعليه أن ينفذ ما يمليه عليه شبابها ، وسعت لإضعاف هيبة الجيش بل والهتاف ضد قادة الجيش أحيانا واتهام المجلس العسكري بأنه ينفذ أجندة النظام السابق ويسعي لاحتواء الثورة .. هذه القوي وهؤلاء المتحمسون في الداخل للهجوم علي الجيش – الذي يمثل خط الدفاع الأخير عن استقرار مصر وهزيمته تعني انهيار وضياع مصر – ربما لا يدركون أنهم يقومون بخدمة مصالح أمريكا واسرائيل والقوي المتربصة بمصر في الخارج من حيث يدرون أو يدري بعضهم !.
بل أن الدعوات التي واكبت هذا العصيان المدني الذي دعت له بعض ائتلافات شباب الثورة علي الانترنت وبلغ أوجه بدعاوي غلق الكباري والطرق والمترو وحتي قناة السويس (!) ، فوجئنا بمن يقول إنه لم تتم الدعوة له من شباب التحرير وأن من أغلق مجمع التحرير ليسوا من شباب الثورة المعروفين وإنما (شباب مستقلون) ، بل وأكد الدكتور ممدوح حمزة، صاحب منصة التحرير ، والمتحدث باسم (المجلس الوطني) – لبرنامج (في الميدان) - أن هناك أيادى خفية تعبث بأمن هذا الوطن، وقال إن المطالبات بإغلاق قناة السويس "مجهولة المصدر" !؟.
ومعروف بالطبع أن إغلاق قناة السويس يمكن أن يجلب التدخل الأجنبي لمصر ويعيد قصة العدوان الثلاثي علي مصر ، وهي حقائق خطيرة لا يدركها من رددوا من كرروا هذه الدعوة الخبيثة لغلق القناة وقبلها غلق البورصة والمترو ومجمع التحرير .
فهذا المخطط للوقيعة بين الجيش وشعب الثورة ليس مجرد فلسفة فارغة أو نظرية مؤامرة كما يحلو لبعض المثبطين أن يقولوا ، وإنما هو هدف أمريكي وصهيوني حقيقي وهناك عدة قوي في الخارج تسعي له وتشجعه وتطبل لأي اعتصام جديد أو تعطيل للحياة في مصر وتنفخ فيه أملا في اشتعال النيران بين الجيش والثورة ، وتحرك أذنابها لتصعيده وقيادة الجماهير للصدام مع الجيش ، وتساندها للأسف قوي داخلية تضرب هيبة الجيش في الشارع المصري بحسن نية أو جهل سياسي .
دور القوي الخارجية وصبيانها
أما القوي الخارجية التي تشجع هذا الانشقاق بين الثوار وبين الجيش والتي لا تنفك تخترع المزيد من الوصفات الشيطانية للوقيعة بينهما فهي تتركز تحديدا في ثلاثي : (المنظمات الصهيونية واللوبي الإسرائيلي)، و(منظمات ونشطاء متطرفين من أقباط المهجر الذين أعلنوا دولة قبطية انفصالية في مصر يوم انفصال جنوب السودان )، و(قوى المحافظين من اليمين الامريكي وحركة "تي بارتي" ومتشددي الحزب الجمهوري) .
وقد سعي (عماد مكي) رئيس تحرير وكالة انباء (أمريكا إن أرابيك) في واشنطن لرصد هذا الدور الخارجي مبكرا (في 20 يونيه الماضي ) الساعي لهزيمة الجيش والمجلس العسكري في مصر عبر دعم ومساندة الاحتجاجات ضده من منطلق (الدستور أولا) ، وحذر من أنه "لو هزم المجلس العسكري المصري - لا قدر الله - وتراجع .. ستتوالى الهزائم على مصر سياسيا واقتصاديا وغيرها وستهزم مصر دوليا وسيتشجع أعداؤها الخارجيون ويلتقطوا أنفاسهم بعد هزيمتهم في معركة الثورة وعندها سينتهي الربيع العربي بصقيع عربي سيدوم طويلا" !.
فالقوي المتطرفة من بعض أقباط المهجر ممن يقودهم موريس صادق وزقلمة وآخرون هاجموا وسبوا الجيش بعنف وأشاعوا بين الاعلام الأجنبي أن هناك صفقة بين الجيش والاخوان والسلفيين ، وحرضوا نوابا في الكونجرس وفي الخارجية الأمريكية ضد الجيش المصري ، ثم أعلنوا دولة انفصالية قبطية وطالبوا بالحماية الدولية علي مصر !.
أما قوي اليمين الأمريكي والذي تمثله كنائس أمريكية متطرفة عدة علاوة على حركة المحافظين الجدد وبعض غلاة الجمهوريين يعتبرون نجاح الثورة المصرية نموذجا سيحتذي في العالم العربي ويشجع الوطنية وعودة الجذور الاسلامية ما يهدد المصالح الأمريكية ، ويعيبون علي الجيش المصري سماحه لقوي اسلامية بالعمل بحرية ويطالبون بعقابه ويشجعون من يدعمونهم من منظمات وجمعيات المجتمع المدني في مصر (التي اعترفت السفيرة الأمريكية بدفع 40 مليون دولار لها في الشهور الاربعة الماضي !!) علي التصعيد ضد الجيش بدعاوي الديمقراطية والحرية ونصرة الثورة ، ويرفعون قميص شهداء الثورة لجلب الدعم لهم في مواجهة الجيش والمجلس العسكري .
ولا شك أن نجاح هذه القوي مجتمعة في النيل من هيبة الجيش وضرب مصداقيته – عبر التظاهر ضده وبمساعدة برامج (توك شو) وصحف مشبوهة – يستهدف هزيمة الجيش وحشره في الركن ودفعه للتراجع عن خططه لتسليم السلطة بعد انتخابات سبتمبر المقبل ، وإلغاء الاعلان الدستوري الذي وقع عليه 77% من المصريين ، وإطلاق إعلان دستوري جديد .. سيؤدي لهزيمة مصر كلها ، لأن الجيش هو عامود خيمة الثورة وحاميها والفاصل بين المتصارعين وحامي الأمن وكسر ظهره عبر عبارات التخوين والتقليل من شأنه وحرق هيبته سيحقق للقوي الخارجية ما تصبو إليه من تحويل مصر لعراق أخري بدون غزو أمريكي!.
فالقوات المسلحة قد تضطر – والعياذ بالله - في تلك الحالة للتراجع سياسيا ، في ظل صمت الغالبية العظمي من الشعب وائتلافات الثوار علي اختطاف بعض الثوار المشاغبين للثورة وحصرها في غلق طرق وكباري ومصالح حكومية ومترو الأنفاق وقناة السويس ، كأن الهدف هو تخريب ما تبقي من مصر باسم الحفاظ علي الثورة !؟.
الجيش يكشر عن أنيابه
والأكثر خطورة أنه عندما حاول المجلس العسكري أن يكشر عن أنيابه لهذا الفريق الذي خرج بالثورة عن أهدافها الحقيقية من التظاهر السلمي الحضاري الي غلق الطرق والشوارع وتدمير ما تبقي من اقتصاد مصر ، أعاد هذا الفريق من "الثوار" هجومه الشرس علي الجيش ولكن بصورة أكثر ابتذالا من بعض الشباب تسخر من الجيش ومن تهديداته !.
حيث تم تدشين 9 صفحات باسم (إحنا مبنتهددش يا فنجري) علي فيس بوك تضم ما بين 35 شخصا الي 23 ألف شخص تنتقد تهديدات اللواء الفنجري وتقول : "طريقة حديثك قد سحبت كل رصيدكم لدينا وتهديدك مرفوض مرفوض مرفوووووض" ، وفى المقابل، ظهر على «فيس بوك» 10 صفحات مؤيدة للواء محسن الفنجرى تفاوتت أسماؤها بين «كلنا اللواء محسن الفنجرى» و«محبى اللواء محسن الفنجرى» .
ولوحظ حرص الجيش في البيان الذي كشر فيه عن أنيابه وحذر فيه من انتقال الاحتجاجات الي تعطيل مصالح الدولة علي أن يلقي البيان شخصية عسكرية محبوبة من الثوار لتخفيف وقع حدة البيان ، وهو مساعد وزير الدفاع عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء محسن الفنجرى ، حيث يتضمن البيان حزمة تحذيرات وكذا حزمة حوافز لإرضاء المعارضين .
ففيما يخص التحذير حذر بيان الجيش من التظاهرات التى تضر بالصالح العام ، وقال إن حرية الرأى مكفولة للجميع " فى حدود القانون" ، وبالتالي معاقبة من يخالف ذلك بالقانون ، وأكد اللواء الفنجرى أن "انحراف البعض بالتظاهرات والاحتجاجات عن النهج السلمى يؤدى إلى الإضرار بمصالح المواطنين، وتعطيل مرافق الدولة، وينبئ بأضرار جسيمة بمصالح البلاد العليا".
وحذر من ترديد الشائعات والأخبار المغلوطة التى تؤدى إلى الفرقة والعصيان، وتخريب الوطن، وتشكك فيما يتم من إجراءات وتثير النزاعات وتزعزع الاستقرار. ودعا "المواطنين الشرفاء للوقوف ضد كل المظاهر التى تعيق عودة الحياة الطبيعية .. والتصدى للشائعات المضللة". وشدد على أن القوات المسلحة لن تسمح بالقفز على السلطة أو تجاوز الشرعية لأى من كان. وإنه سيتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمجابهة التهديدات التى تحيط بالوطن، وتؤثر على المواطنين والأمن القومى من أى عبث يراد بها، في إشارة واضحة للتصدي لمن يعرقل الحياة العامة .
أيضا قال اللواء حجازى، إن هناك عناصر من الداخل والخارج، تحاول أن تجهض الثورة، وقال إنه إذا ثبت أن المعتصمين بالتحرير ليسوا ثوارا وأن لهم مخططات وأهدافا خاصة، فسيكون للقوات المسلحة وقفة حاسمة.
أما فيما يخص الحوافز ، فقد قدم الجيش مزيدا من التطمينات للمتخوفين من فوز الإخوان في انتخابات البرلمان القادم ومن ثم تشكيلهم غالبية أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور ، حيث قرر إعداد وثيقة مبادئ "حاكمة" لاختيار الجمعية التأسيسية لإعداد دستور جديد للبلاد، وإصدارها فى إعلان دستورى (منفصل) بعد اتفاق القوى والأحزاب السياسية عليها .
ولكي لا يتصور (أنصار الدستور أولا) أنهم أجبروا الجيش علي التراجع أو يغضب أنصار الانتخابات أولا ، أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة التزامه بما قرره فى خطته لإدارة شئون البلاد خلال الفترة الانتقالية من خلال إجراء انتخابات مجلسى الشعب والشورى (أولا)، ثم إعداد دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس للجمهورية، وتسليم البلاد للسلطة المدنية الشرعية المنتخبة من الشعب .
وحسم هذا أيضا اللواء محمود حجازى عضو المجلس العسكرى الذي أكد أن الانتخابات البرلمانية لابد أن يتم إجراؤها قبل 30 سبتمبر .
كما رد اللواء ممدوح شاهين ضمنا علي القائلين في التحرير إن الجيش مجرد منفذ لإرادة التحرير بأن الاستفتاء الذى أجرى فى 19 مارس الماضى كان على التعديلات الدستورية، مقترنة بشرعية المجلس العسكرى، فى إدارة البلاد، والشعب قال كلمته، ومن ثم فإن المجلس سلطة حكم وإدارة بحكم الإعلان الدستورى .
ما المطلوب من الجيش ؟
المطلوب من الجيش بالتالي لوأد هذه الفتنة التي تطل كل حين بينه وبين بعض شباب الثورة وتستهدف في الأساس تشويه صورته وضرب هيبته والوقيعة بينه وبين الشعب - قبل إعمال التهديدات - هو :
(أولا) السعي لحزمة قرارات تزيل مخاوف وتوجس البعض من بطء إجراءات محاكمة المسئولين عن القتل والفساد فى العهد السابق وإبعاد الضباط المتهمين وبقايا "الوطني" في المحليات والوزارات والهيئات المختلفة ، وهو ما بدأ فعلا بقرارات حكومة شرف الأخيرة .
و(ثانيا) السعي لمزيد من التواصل الاعلامي المباشر مع الرأي العام وتوضيح ما قد يلتبس علي المصريين وتستغله هذه القوي في تهييج والوقيعة بين الشعب والجيش وتدعمها فيه بعض الصحف وبرامج التوك شو المشبوهة ، وعدم الاقتصار علي بيانات علي موقع المجلس علي فيس بوك وإنما الظهور العلني والتواصل مع الشعب مباشرة .
(ثالثا) فضح أصحاب الأجندات الخاصة الذين يتقاضون أموالا أمريكية وأجنبية ويسعون لإدعاء البطولة في الميدان واختطاف الثورة والميدان من الشعب الحقيقي الذي ذهب الي بيته بعد انتصار الثورة أو علي الأقل تسريب ما في جعبته لوسائل الاعلام الوطنية المحادية لفضح هؤلاء ودفعهم للنزول الي جحورهم .
والخلاصة أن ما يقال عن أن الجيش أظهر العين الحمراء أو كشر عن أنيابه للثوار هو تعبير غير دقيق ، فمن أظهر له الجيش العين الحمراء هو المخططات التي تجري ويشارك فيها البعض الغاضب بحسن نية أو عدم دراية ، والتي تهدف لتحويل الثورة إلي فوضي عبر تحويل الاحتجاجات السلمية إلي تخريب وتدمير للاقتصاد وغلق منشآت ومصالح ، ففي هذه الحالة يتحرك الجيش باعتباره حاميا لمصر لا لفصيل من الثوار أو لحزب سياسي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.