كتب: محمد نبيل في الماضي القريب عندما يتخطي لاعب الكرة حاجز ال30 فإن ذلك معناه إعتزاله الملاعب والخروج من المستطيل الأخضر بل أنه كان البعض يعتزل وهو في أواخر العقد الثاني من عمره, والآن نجد ملاعبنا مليئة وعامرة باللاعبين فوق ال33 سنة ومنهم من تخطي ال36 وأكثر ومازال قادرا علي العطاء لموسمين كأقل تقدير, ولعل أبرز هؤلاء عصام الحضري الذي قارب علي ال40 وأحمد حسن ووائل جمعه وعبد الظاهر السقا ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات وبشير التابعي وايمن عبد العزيز وغيرهم من النماذج المشرفة في الملاعب, وللحق فأنهم مازالوا قادرين علي العطاء والأستمرار بالملاعب, وأصبح متوسط اعمار الدوري المصري يتخطي حاجز ال29 عاما, بفضل وجود العديد من اللاعبين ممن تخطوا ال32 عاما, ورغم أرتفاع متوسط الأعمال إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة لماذا أصبح اللاعب لديه القدرة علي الاستمرار بالملاعب لسن متقدمة بعد أن كان أقصي تقدير هو الوصول لسن ال31, وللتعرف علي الاجابة يجب أولا أن نعرف أن المستوي البدني للاعب هو ما يحدد سن اعتزاله الكرة, وليس المستوي الفني, فالأداء البدني يمثل أكثر من 75% من قوة اللاعب في الملعب وحوالي15% موهبته الخاصة التي منحها له المولي عز وجل وتتبقي نسبة 10% تنسب للشق الفني والتعليمات التكتيكية. ومع التطور الكبير لطرق التدريب وأستحداث وسائل عدة في أكتساب القوة البدنية التي هي عبارة عن اللياقة البدنية والقدرة علي الأداء, أكتسب اللاعبون قدرات بدنية أكبر من التي كانوا أعتادوا عليها في الماضي فمنحتهم تأشيرة البقاء في الملاعب لفترات أطول مما أعتدنا عليها, وربما هذا يفسر السبب في ارتفاع متوسط أعمار الدوري المصري. البعض كان يهاجم وجود اللاعبين الكبار في الدوري وطالب الكثير من هؤلاء الأعتزال, لكن الفيصل في ذلك هو قدرة اللاعبين علي العطاء وتحمل عضلاتهم للجهد البدني, وفي الأهلي تجربة واقعية لذلك بعد أن اصطحب البرتغالي مانويل جوزيه ضمن جهازه المعاون مخطط للأحمال وأخر للقياسات البدنية والأثنين مكملان لبعضهما فمخطط الأحمال يعتمد في وضعه للبرامج البدنية علي قياسات كل لاعب ومدي قدرته علي التحمل, وعلي سبيل المثال ما يتحمله وائل جمعة من جهد لا ينطبق علي بركات وبالتالي فإن معرفة حدود كل لاعب وقياساته البدنية يمكن مخطط الأحمال من وضع البرنامج البدني السليم الذي من خلاله يستطيع الحصول علي أفضل أداء بدني من اللاعب وبالتالي منحه الفرصة للأستفادة من طرق التدريب الحديث والاستمرار أطول فترة في الملاعب, هناك قاعدة عامة تقول ان القوة المكتسبة بسرعة تفقد أيضا بسرعة, لذلك فان التدريب لفترة طويلة يساعد علي ان يحتفظ بالقوة المكتسبة, أي انه في حالة الانقطاع عن التمرين لمدة طويلة, يؤدي إلي فقدان القوة المكتسبة وبالطبع فأن التدريب للعضلة يزيد من عدد الشعيرات الدموية ومخزون مواد الطاقة في العضلة الكلايكوجين (ATP وPC الميوجلوبين والإنزيمات, وعضلات اللاعبين هي بمثابة المحرك لقوته الأساسية, والتدريب المنتظم والسليم يؤثر بالايجاب علي قوة اللاعب البدنية, ويهدف تدريب العضلة إلي زيادة قوتها ومرونتها وسرعتها, وهناك وسائل مختلفة وعدة للوصول للهدف ذاته فهناك التدريب الايزومتري والتدريب الايزوتوني والتدريب المختلط وغيرها من التدريبات, ولسنا هنا بصدد شرح مفصل لتلك الطرق ولكن لنضع ايدينا علي أسباب أرتفاع معدل أعمار لاعبي الدوري وفي الوقت ذاته قدرتهم علي العطاء ومجاراتهم للاعبين أصغر منهم في السن.