أكد خوسيه مانويل باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية في زيارته الأولى والسريعة لمصر أن الإتحاد الأوروبي بكافة دوله يؤيد المصريين الذين أظهروا شجاعتهم وإصرارهم على التغيير لمستقبل أفضل للأجيال القادمة. وقال باروسو: "رسالتي هي رسالة دعم وتضامن قويين، وأن الإتحاد الأوروبي ومصر الجديدة شركاء من أجل الحرية، وتقف أوروبا جنبا إلى جنب مع المتظاهرين في ميدان التحرير وفي المنطقة بأكملها، و الذين يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية ومستقبل أفضل، وإن شراكتنا من أجل الديمقراطية والرفاهية المشتركة هي استجابة واضحة وملموسة للربيع العربي". وأكد باروسو أن الاستقرار لن يتحقق في مصر إلا من خلال حكومة ديمقراطية وأن مصر وأوروبا تتطلع لأن تعيش في مجتمع حر بعيدا عن الفساد وسيتحقق في مصر في المستقبل.. ويقول: "نعتقد أن الثورة لم تنتهي بعد.. إلا أن التغيير الجذري يأخذ وقتا، وقد تكون هناك بعض الاحباطات لكنه سيتحقق في النهاية". وقال رئيس المفوضية الأوروبية أن مفهوم الديمقراطية أكبر من مجرد الذهاب إلى مراكز الإقتراع والإنتخاب، فهي أكبر من اختيار حكومة ديمقراطية والديمقراطية يجب أن تنبع من الداخل.. ونحن لن نفرض نموذجنا الأوروبي في الديمقراطية على أحد، بل سنتشارك تجاربنا مع الدول، ولكل دولة طريقتها. ويؤكد باروسو، أن الإتحاد الأوروبي لن يتدخل في الشأن المصري، "إلا أننا نعتبر أنفسنا شركاء فقط". وتحدث رئيس المفوضية الأوروبية عن اتفاقية الجوار ومعاهدة لشبونة وقال رئيس المفوضية أن التضامن وهي قيمة لا نمارسها فقط في الاتحاد، بل نمارسها مع كل دول الجوار.. "بما أننا شركاء في السلام والرخاء والديمقراطية، فأنا فخور أن الإتحاد الأوروبي كان أول من استجاب لمساندة مصر في الانتقال إلى الديمقراطية". يقول خوسيه مانويل باروسو: "أن التزامتنا المادية ستصل إلى 7 مليارات يورو لدول الجوار وهناك أيضا 6 مليارات متاحة في صندوق الإقراض.. ومعظم هذه المبالغ سيأتي من بنك الاستثمار الأوروبي، وهناك بالفعل تسعة مشاريع مصرية في مجال خط الأنابيب في خلال ال12 شهر القادمة، نصيب مصر فيها أكثر من مليار يورو.. ومصر من أهم مجموعة الثمانية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مصر تتمتع بوضع جيد لاستغلال هذه المبالغ الاستغلال الأمثل، لأنها تعتبر من الدول المتقدمة في طريقها إلى الديمقراطية". وقال رئيس المفوضية الأوروبية أن هناك ثلاث مجالات لها الأولوية عند الإتحاد الأوروبي وهي: "الإنتقال الديمقراطي ودعم المجتمع المدني والنمو المستدام والشامل من أجل المشروعات الصغيرة"، وأضاف أن مجال التبادل التجاري يعد من المجالات المهمة بالنسبة لمصر ودول أوروبا، كما يهتم الإتحاد الأوروبي بمساعدة مصر في مجال التعليم وبرامج التبادل التعليمي، وسيزيد التمويل في هذا المجال بنسبة 40% بداية من سبتمبر 2011، وسيحظى 750 طالب بفرص تغيير في الحياة ، والتي من شأنها الإسهام في تقوية الأواصر بين مصر والإتحاد الأوروبي. واختتم خوسيه باروسو، رئيس المفوضية الأوروبية كلمته للشعب المصري ويقول:"كمواطن أوروبي، وكشريك لكم، أتمنى أن أهنئ الشعب المصري كله على النجاح الذي حققه في حفاظه على حريته وكرامته التي يستحقها، كما أؤكد على أن الحرية والأمن والعمل تسير كلها جنبا إلى جنب، وبدون أمن، ليس هناك حرية حقيقية بدون أمن ، ولن يكون هناك أمن حقيقي، بدون إقتصاد يوفر فرص عمل".