سيطرت حالة من الرعب علي كبري دول العالم أمس مع تدفق أنباء وتفاصيل التفجيرات الإرهابية الثلاث التي هزت مدينة مومباي الهندية أمس الأول مخلفة نحو22 قتيلا وقرابة140 مصابا حتي الآن, وذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام إنه من السابق لأوانه توجيه أصابع الاتهام لأي جهة, مشيرا إلي أنهم ليس لديهم أدلة فورية أو كافية عن المسئولين عن التفجيرات, التي وصفها بأنها مسلسل من الرعب المؤسف..محذرا من أن جميع المدن الهندية باتت عرضة لهجمات منسقة من قبل الارهابيين, فيما أعلنت مدن هندية كبيرة حالة التأهب القصوي عقب الهجمات الإرهابية. وحاول تشيدامبارام تبرير موقفه بقوله إن كل الجماعات التي لديها قدرة علي تنفيذ هذه الهجمات الإرهابية موضع إشتباه. ولذلك لن نشير بأصبع الإتهام في هذه المرحلة إلي هذه الجماعة أو تلك. وأضاف سوف نحقق في جميع الزوايا, وسوف نفحص جميع الفرضيات وسوف نتتبع جميع الأدلة دون أي نية مسبقة. ولم تتبن أي جماعة مسلحة مسئولية الهجمات التي استهدفت منطقة زافيري بازار المزدحمة ومنطقة دار الأوبرا( أوبرا هاوس) ومنطقة دادار بوسط مومباي. وفي محاولة لتبرئة ساحة الأمن الهندي من تهمة الإهمال والفشل, أكد وزير الداخلية الهندي أنه لم يكن هناك تحذيرات إستخباراتية بوجود هجوم وشيك علي مومباي. واضاف أن القنابل مصنوعة من متفجرات نيترات الأمونيا ولم تفجر عن بعد, مشيرا إلي بدء التحقيقات لتعقب الجناة. وتأتي تصريحات الوزير الهندي ردا علي تحذيرات المحللين السياسيين من أن الهند ستظل هدفا سهلا للعنف والإرهاب بسبب ضعف أجهزتها المخابراتية, وطالبوا بتغييرات جذرية في سياسات مكافحة الإرهاب الهندية. وكان رئيس الوزراء مانموهان سينج قد ناشد سكان مومباي إلتزام الهدوء ومؤازرة بعضهم البعض, بينما وضعت الأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوي في مومباي والعاصمة الإتحادية نيودلهي والمدن الرئيسية مثل كولكتا وتشيناي. وفي الوقت ذاته, عبرت عناوين الصحف الهندية عن الغضب الشديد من تفجيرات مومباي المدينة التي يعيش فيها أكثر من عشرة ملايين وهي مقر بورصة الاسهم الرئيسية في الهند. وفي إطار الرفض الدولي للإرهاب بكافة أشكاله, أدان مجلس الأمن بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي هزت مدينة مومباي الهندية.. وقال:إن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل واحدا من أخطر التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين. وأعرب أعضاء المجلس عن بالغ تعاطفهم وخالص تعازيهم لاسر الضحايا.