أشاد المثقفون والمفكرون وعلماء الدين الذين شاركوا فى لقاء «آليات بناء الدولة المدنية الحديثة» الذى أقيم بجامعة أسيوط ونظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الانجيلية بالتعاون مع مركز دراسات المستقبل بأسيوط. أشادوا بالوثيقة التاريخية التى أطلقها الأزهر الشريف فى هذا الشأن، واتفقوا على ترسيخ قيم المواطنة وحقوق الانسان والعدالة كآليات محددة لبناء الدولة المدنية الحديثة. وأكد الدكتور عما وابو غازى وزير الثقافة أن بناء دولة مدنية حديثة وصياغة مستقبل هذا الوطن يقتضى اعادة صياغة قيم المواطنة وحقوق الإنسان والتعددية السياسية وترسيخها فى اذهان الناس، وكذلك احترام صندوق الانتخابات كوسيلة وحيدة لتداول السلطة ونشر تلك الثقافة داخل المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية والدينية بالاضافة إلى دور وزارة الثقافة فى هذا الجانب، وأكد الدكتور القس اندريه زكى مدير عام الهيئة القبطية الانجيلية أن أهم خصائص الدولة المدنية الحديثة أن تتأسس على نظام مدنى من العلاقات التى تقوم على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة فى الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى تأكيد مبدأ الديمقراطية والمواطنة ووجود حد أدنى من القواعد التى تشكل خطوطا حمراء يجب عدم تجاوزها، على رأسها احترام القانون. ولفت اندرية زكى إلى أن الدولة المدنية الحديثة لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة بل ان الدين يظل فى الدولة المدنية عاملا أساسيا فى بناء الأخلاق وفى خلق الطاقة للعمل والإنجاز ومن ثم فليس صحيحا أن الدولة المدنية تعادى الدين أو ترفضه، ولكن ما ترفضه هو استخدام الدين لتحقيق أهداف سياسية، وتدخل به إلى عالم المصالح الدنيوية الضيقة، ومن ثم فإن الدين فى الدولة المدنية ليس أداة للسياسة وتحقيق المصالح. وأوضح الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق أن أى دولة يتحقق فيها العدل والتسامح وحقوق الإنسان وعدم التمييز تكون هى الدولة المدنية الحديثة بصرف النظر عن المسميات، وأكد أن الدولة الحديثة تقوم على القيم والمثل والأخلاق الرفيعة وعلى رأسها العدل اعمالا لقوله تعالى «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى». ودعا وكيل الأزهر الأسبق كل القوى المؤثرة فى المجتمع وعلى رأسها العلماء والاعلاميون إلى التوجيه لبناء مصر وإعمارها. وقال ان ثورة يناير كانت أمل كل المصريين، لكن هذا « الأمل تحول الآن إلى «ألم»، بعد ان اصاب الدولة الشلل وتوزعت الى نحو 167 ائتلافا. ودعا الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف إلى التحرر من حرب المصطلحات التى نعيشها اليوم ما بين الدينى والمدنى والعلمانى، وغير ذلك. وقال ان الدولة التى نريدها جميعا لابد أن تعتمد على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ودعم مبدأ الحرية المنضبطة فى الفكر والرأى. وتحدث الكاتب الصحفى سعد هجرس عن دعائم بناء الدولة المدنية الحديثة،مشيرا إلى نظرية العقد الاجتماعى ودورها فى ذلك، كما دعا إلى البحث عن مشتركات بين المدارس الفكرية المختلفة التى تسود المجتمع الآن.