ازدادت سخونة المشهد الإيراني أمس مع انتهاء مناورات الرسول الأعظم-6 بتجريب صاروخين أرض- بحر يفوقان سرعة الصوت بثلاث مرات, وتحول الحرس الثوري الإيراني إلي مخلب القط في الحرب الدائرة بين المرشد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي وابنه الروحي الرئيس محمود أحمدي نجاد, حيث أكد قائد الحرس الثوري أنه سيواصل ملاحقته للتيار المنحرف المقرب من نجاد, في إشارة إلي رحيم اسفنديار مشائي صهر الرئيس الإيراني ومستشاره السياسي الذي يعتبره المحافظون الإيرانيون شخصا ليبراليا يرغب في تغيير منهج الثورة الإيرانية والمساعد الأول لنجاد في التمرد علي سلطة المرشد. فعسكريا, اختتمت إيران أمس مناورات الرسول الأعظم-6 بإجراء اختبارات ناجحة علي عدد من صواريخ أرض بحر طويلة المدي قرب مضيق هرمز, وقال تليفزيون العالم ان المناورات انتهت بتجربة صاروخي تندر والخليج الفارسي( الخليج العربي), وهما من نوع الصواريخ ارض بحر. واضاف التلفزيون أن الصاروخين يعتبران من الصواريخ الذكية التي تستهدف السفن الحربية المتحركة داخل المياه ولديهما رأس حربي يزن650 كيلوجراما, مشيرا إلي أن سرعة هذين الصاروخين تفوق سرعة الصوت بثلاثة اضعاف, ولا يمكن رصدها من خلال أنظمة الرادار. أما علي الصعيد الداخلي, فقد تحول الحرس الثوري الجيش العقائدي لنظام الملالي- إلي مخلب القط في إطار الحرب بين الرئيس والمرشد, حيث أعلن محمد جعفري قائد الحرس الثوري أن السلطة القضائية منحت مؤسسته مهمة اعتقال المقربين من الرئيس نجاد, الذين وصفهم ب التيار المنحرف. ونقلت وكالة مهر الإيرانية عن جعفري قوله إن الحرس الثوري مكلف بتنفيذ الأحكام الصادرة من قبل السلطة القضائية ضد أعضاء التيار المنحرف بما في ذلك اعتقالهم, ولم يكتف قائد الحرس الثوري بنجاد والمقربين منه ففتح النار أيضا علي عدد من زعماء الإصلاحيين الذين يمكن أن يحولوا مسار الانتخابات البرلمانية المقبلة, فقال إنه بإمكان الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بشرط إعلان براءته من هذا التيار, وأشار جعفري إلي أن بعض أعضاء التيار الإصلاحي لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء, لذا يمكنهم المشاركة في الانتخابات. وأمام هذا التدخل في شئون السياسة, هاجم حسن الخميني حفيد قائد الثورة الإيرانية آية الله علي الخميني وبعض الإصلاحيين تصريحات قائد الحرس الثوري, وتحديدا تلك المتعلقة بمطالبته الرئيس الإصلاحي خاتمي بإعلان براءته من تيار الفتنة وزعمائه مثل مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وقال حسن الخميني علي صفحته في موقع فيس بوك مخاطبا جعفري: ألا يعلم قائد الحرس والمؤسسات التابعة له أنهم ملزمون بالطاعة لقيم الثورة ومنهج الخميني. وأضاف الخميني الذي يعد من الشخصيات المقربة للتيار الإصلاحي أن: الخميني حرم في حياته ومماته علي قيادة الحرس والعسكر التدخل في السياسة والأحزاب السياسية, لأن ذلك سيؤدي إلي حدوث فتنة كبيرة في البلد. في السياق ذاته, هاجم محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإصلاحي خاتمي قائد الحرس الثوري مؤكدا أن تصريحات جعفري تفوح منها رائحة من ينظم عملية انقلابية ضد النظام الحالي في إيران, وأيد تحذير حفيد الخميني قائلا: لا يحق لكم من الناحية القانونية أو الشرعية أو العرفية أو الدستورية أن تحددوا للآخرين خياراتهم السياسية. وعلي النقيض من موقف الإصلاحيين, اعتبر محمود أحمدي بيجداش النائب المحافظ البارز أن الرئيس خاتمي لا يحق له الانخراط في الحياة السياسية, ولا المشاركة في أي انتخابات, لأنه لم يدن مطلقا قادة الفتنة في إشارة إلي المعارضة-, ولم يعتذر البتة عن أدائه خلال ترؤسه البلاد, والذي أضر بالمكانة الأخلاقية للدولة. في الوقت نفسه, رحب صادق لاريجاني رئيس السلطة القضائية الإيرانية أمس بتدخل قيادة الحرس الثوري في الأمور السياسية, وبرر ذلك بالقول لا توجد ممنوعات أو محظورات علي هذا التدخل, وأن من يروج لذلك يعتبر متجاوزا علي الدستور. وفي القدسالمحتلة, منع وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس رئيس الاركان الجنرال بيني جانتس من تقديم تقرير عسكري يتناول مسائل حاسمة في الموضوع الإيراني خلال جلسة سرية عقدت في الكنيست. وذكر راديو صوت إسرائيل أنه كان من المقرر أن يمثل جانتس أمام طاقم مصغر من أعضاء اللجنة الفرعية لشئون المخابرات والتابعة للجنة الخارجية والأمن بالكنيست.