استقال النائب الأول للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رسمياً السبت، عقب إصدار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي أوامراً لأحمدي نجاد بعزل نائبه اسفنديار رحيم مشائي الذي أثار تعيينه انتقادات واسعة بسبب تصريحات سابقة قال فيها إن إيران "صديقة الشعب الإسرائيلي"- الذي لا علاقة له بالخلافات السياسية. وقال مشائي في بيان قصير: "في أعقاب الأمر الذي أصدره المرشد الأعلى، لا أعتبر نفسي بعد الآن النائب الأول للرئيس وسوف أخدم الشعب في أي مكان آخر يحتاجني فيه". وذكرت تقارير إعلامية مساء الجمعة أن المرشد الأعلى رفض اختيار أحمدي نجاد لنائبه الجديد وأمره بإقالته من منصبه. وقال خامنئي في رسالة إلى الرئيس إن تعيين إسفنديار رحيم مشائي كنائب أول للرئيس ليس في مصلحة أحمدي نجاد ولا الحكومة الإيرانية وسيؤدي فقط إلى خلافات بين أنصار الرئيس. وعين أحمدي نجاد رحيم مشائي الأسبوع الماضي كنائب أول للرئيس، ما يجعله القائم بأعمال الرئيس بشكل فعلي حتى تنصيب أحمدي نجاد أول الشهر المقبل. وفاز أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 يونيو/ حزيران الماضي، والتي قالت المعارضة أنها شابها عمليات تزوير. وعلى الرغم من أن الرئيس يحتاج إلى موافقة برلمانية على أعضاء الحكومة الذين يختارهم إلا أن له مطلق الحرية في اختيار نائبه. ورغم ذلك، يقضي الدستور الإيراني بأن المرشد الأعلى له الكلمة الأخيرة في كل شئون الدولة ويمكن أن يعترض على القرارات التشريعية والتنفيذية. ويعتبر مشائي مقربا جدا من احمدي نجاد وابنته متزوجة من ابن الرئيس، لكن تصريحاته أنيران "صديقة الشعب الاسرائيلي"التصريحات آنذاك احتجاجات شديدة ولا سيما بين رجال الدين واعضاء مجلس الشورى المحافظين الذين طالبوا باقالة مشائي. واضطر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية على خامنئي في نهاية الامر الى التدخل لوضع حد للجدل فندد بتصريحات مشائي ودعا الى طي المسألة. هذا وسيتم تنصيب احمدي نجاد الذي اعيد انتخابه بنسبة 63% من الاصوات، رسميا في منصبه بين الثاني والسادس من اغسطس/آب، واثار فوزه الذي عزته المعارضة لعملية تزوير انتخابي، حركة احتجاج غير مسبوقة منذ الثورة الاسلامية 1979 واثار انقسامات حتى داخل المعسكر المحافظ. وعلى أثر ذلك يتولى احمد نجاد عرض تشكيلة حكومته على البرلمان حيث يتعين ان يحصل كل وزير منفردا على ثقة النواب، وفي المقابل لا يخضع منصب النائب الاول للرئيس لتصويت الثقة وايضا نواب الرئيس البالغ عددهم 11 في الحكومة الحالية. وعلى صعيد السياسة الخارجية والملف النووي الإيراني، صرح قائد الحرس الثوري السبت ان ايران ستضرب المنشات النووية الاسرائيلية. وقال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري لقناة العالم الايرانية التي تبث باللغة العربية: اذا هاجم النظام الصهيوني ايران فاننا سنضرب بالتأكيد المنشات النووية بقدراتنا الصاروخية". وتتزعم الولاياتالمتحدةالأمريكية حملة مناهضة للجمهورية الإسلامية بسبب برنامجها النووي.. بدءاً بالعقوبات الاقتصادية والسياسية وانتهاءً بالعزلة الدولية. وتلعب إسرائيل دوراً رئيساً في ذلك الملف، حيث تحفز تل ابيب الدول المساندة لها على ضرورة إلغاء البرنامج النووي الإيراني الذي تؤكد إيران أنه سلمي، وهددت لأكثر من مرة بضرب المنشآت النووية الإيرانية.. فيما أكد نجاد أن اية محاولة للتدخل العسكري من قبل المجتمع الدولي أو إسرائيل ستجابه برد عسكري فوري بما في ذلك ضرب قلب تل أبيب.