كتبت عزة علي: عقد مركز تاريخ مصر المعاصر بدار الوثائق المصرية, ندوة ناقشت الرأسمالية المصرية في مراحلها المختلفة, سواء الرأسمالية التي نشأت في1952, أو الرأسمالية المصرية في شكلها الراهن. والتي نشأت منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتي الآن. حيث تناولت النمط الرأسمالي الذي نشأ في مصر في كلتا المرحلتين, والمقارنة بينها وبين النموذج الرأسمالي الذي نشأ في الغرب والذي اتخذت منه النظريات والمدارس الفكرية المختلفة محددات وتطورات هذا النظام. والدور الذي قام به رأس المال المصري من بدايات القرن العشرين في إنشاء صناعة وطنية والمقارنة بينه وبين الدور الذي يقوم به رأس المال في المرحلة الراهنة من التركيز علي انشاء الصناعات الاستهلاكية التي لاتسهم في بناء قاعدة صناعية ذات اثر كبير في الاقتصاد القومي لكنه يستهدف تحقيق معدلات مرتفعة من الربح. كما طرحت عدة تساؤلات حول العلاقة بين الرأسمالية المصرية والرأسمالية الغربية, وأثر نشأة الرأسمالية علي المجتمع المصري وعما إذا كان الدور الذي تقوم به يسهم في رفع مستوي معيشة الفئات الأخري واستدلت الندوة علي هذا الدور من واقع تنامي ظاهرة الشوارع في الفترات المختلفة التي تعد أحد الظواهر الدالة علي الفقر وعدم تبني سياسات لتحقيق التوازن والعدالة بين الفئات المختلفة.وفي تحليل للرأسمالية في مصر في الفترات المختلفة أشار الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إلي ان الرأسمالية المصرية في تكوينها الأول نشأت ضعيفة بينما في مقابلها نشأت حركة عمالية قوية استمدت قوتها من خبرتها بالحركة النقابية الإنجليزية, حتي قام سعد زغلول عام1924 بحل اتحاد العمال, وانشاء اتحادات صغيرة ببعض الشركات. أما الرأسمالية المصرية في المرحلة الثانية وهي المرحلة التي بدأت في منتصف السبعينيات من القرن العشرين وحتي الآن, فإنها اتسمت بأنها اما ان تكون عائلية أو قروية. فاصبحت المؤسسات الاقتصادية تعرف باسم اصحابها وليس بنشاطها وضرب نموذجا لذلك ببعض اسماء رجال الأعمال التي تمثل الرموز لهذه الطبقة في الفترة الراهنة. وأشار الي ان من الملامح التي تميزها التصرفات غير المستساغة من طبقة رجال الأعمال الجديدة والانفاق الذي يتسم بالبذخ الشديد,ووصفها بانها غير ناضجة لاتحرص علي تحقيق التوازن الاجتماعي باعتباره احد الأركان المهمة التي تضمن استمرارية وجودها, اعتمادا علي قانون التساقط الذي يتيح استفادة الفئات الأخري من وجود الرأسمالية أو أن تقبل البديل لذلك وهو قيامها بدفع نسبة ضرائب مرتفعة, وطرح الدكتور عبد الوهاب بكر بآداب الزقازيق أهمية الدور الذي قامت به الرأسمالية المصرية في مرحلة تكوينها الأولي في بناء قاعدة صناعية, كان الهدف منها تمصير الاقتصاد المصري وإنشاء قطاعات موازية لتلك التي تخضع لسيطرة الأجانب, مثل انشاء رائد الصناعة في ذلك الوقت أحمد عبود شركة السكر وشركة للنقل البحري. وكان من ضمن القضايا التي تناولتها الندوة الدور الذي قام به اليهود الذين عاشوا في مصر خلال القرنين التاسع عشر والقرن العشرين في النشاط الاقتصادي, خاصة فيما يتعلق بالتجارة الداخلية حيث ساهموا في توفير السلع التي يحتاج اليها الأجانب وأبناء الطبقة الرأسمالية الجديدة في ذلك الوقت, بينما اقتصرت الأسواق التقليدية في العتبة والموسكي والنحاسين علي تقديم السلع التي تحتاجها الطبقات الفقيرة وبعض من فئات الطبقة المتوسطة.