يظن البعض أن المصريين القدماء كانوا يعبدون آلهة كثيرة وهذا غير صحيح لأن عقيدة المصري القديم كانت الايمان بإله واحد في السماء ويحكم علي الارض بأشكال مختلفة تعبر عن الصفات الالهية التي تحكم وتنظم حياة الانسان علي الارض. إن من أهم الآلهة في مصر القديمة هي ماعت التي تعبر عن الحق والعدل والحكمة والقيم الانسانية. وابتداء من الاسرة السادسة ظهر الظلم واصبح الملوك فراعنة واختفي العدل من البلاد, وهكذا انسحبت ماعت وابتعدت عن ارض مصر. وتداولت نبوءة شرط عودة ماعت الي مصر مرة اخري عندما تتحقق ثلاثة احداث: أولا: ان تحكم مصر من شعبها. وثانيا: إن تعود زهرة اللوتس التي اختفت. وثالثا: ان يعود طائر الايبيس الذي ابتعد عن مصر. فلنتأمل في هذه النبوءة ونجد انه منذ قديم العصور لم يحكم مصر من هو من أصل مصري الا ابتداء من 1952ولكن للاسف حدثت اخطاء عديدة, اهمها احياء الفرعون في نفس من يحكمنا لاسباب كثيرة كنا جميعا مسئولين عنها 60 عاما مرت علينا تدهور فيها حال البلد الي أن وصل الظلم اقصاه مما أدي الي صحوة كبري للشعب في 25 يناير 2011 ليشترك شعب مصر في حكم مصر الحديثة. كذلك فإن زهرة اللوتس قيمتها العظيمة عند المصري القديم لانها تعبر عن الانسان في تطوره الروحي, فهو مثل اللوتس يولد في الطين ولكنه ينمو فيصبح مثل الزهرة الجميلة يرتفع الي السماء. وبعد اختفاء اللوتس بدأ ظهور الزهرة في بعض حدائق مصر. اما طائر الايبيس فقد بدأ يرجع مرة اخري ويشاهد في اسوان حاليا. وبهذا تحققت ثلاثة اركان النبوءة لتتنزل عدالة السماء علي مصر. إن ثورة 25 يناير تعلمنا درسا نستفيد منه حتي لا نقع في اخطاء الماض, فمنذ ثورة 1952 او بعدها بقليل ونحن نشعر بالظلم ونلوم من يحكمنا علي ما وصل اليه حال مصر. لنبدأ الآن بداية جديدة لنترك ما يجري في الظاهر من امور وشئون مصر في ايدي العدالة المصرية النزيهة التي نقدرها كثيرا ونثق بها. اليوم تعود ماعت إلي ارض مصر تحمل معها الميزان لتذكرنا بأن نراقب قلوبنا ونعمل علي نشر النور فيها فتكون خفيفة حتي نتفادي اخطاء الماضي فلا تتثاقل الي الارض .أستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة