لم يعد اتفاق المصالحة ملكا للفصائل والقوي الفلسطينية التي وقعت عليه بالقاهرة في الرابع من مايو الماضي, وإنما أضحي ملكا للشعب الفلسطيني بأكمله, باعتباره حجر الأساس الآن في استمرار مسيرته النضالية للتحرر وإنهاء الاحتلال. ولذلك, فإن استمرار الخلافات بين حركتي فتح وحماس حول تشكيل حكومة الوحدة أو التوافق التي تم الاتفاق عليها, وعدم معالجة ملف المعتقلين, والعودة إلي حرب التصريحات الإعلامية ولغة الاستقطاب, يعني انتكاسة كبري لمسيرة الشعب الفلسطيني. فالقضية الفلسطينية تواجه الكثير من التحديات المتسارعة الآن, من التعنت الإسرائيلي المستمر, إلي تراجع الإدارة الأمريكية عن حماسها في التوصل إلي حل علي أساس وجود دولتين, علاوة علي الموقف العربي العاجز عن إحداث تقدم حقيقي في فرص التسوية, إلي جانب تزايد الشكوك في جدوي اللجوء إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة لإعلان دولة فلسطينية من جانب واحد. كل تلك التحديات تحتم علي القوي الفلسطينية المختلفة التمسك باتفاق المصالحة, والتوصل إلي توافق عاجل حول الحكومة الفلسطينية الجديدة وعدم شخصنة القضايا الوطنية, ووقف التصعيد الإعلامي, وأن تكون المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار. بذلك وحده يمكن للفلسطينيين استكمال مسيرة النضال, والتكاتف من أجل الوصول إلي الحرية وإنهاء الاحتلال.