وسط توقعات باحتمال امتداد أزمة اليونان إلي دول أخري كإسبانيا والبرتغال وبلجيكا وإيطاليا, عقد وزراء مالية مجموعة دول اليورو ال17 اجتماعا أمس في لوكسمبورج للتفاوض حول حزمة الإنقاذ الجديدة لليونان, الدولة العضو في المجموعة والمهددة بالإفلاس. ومن المنتظر أن تصل قيمة حزمة المساعدات الجديدة المقدمة من الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي إلي120 مليار يورو, وذلك بعد أن كانت اليونان قد تلقت العام الماضي حزمة إنقاذ أولي بقيمة110 مليارات يورو, كما أنه من المتوقع أن يوافق وزراء مالية منطقة اليورو علي الافراج عن شريحة قروض خامسة بقيمة12 مليار يورو كجزء من برنامج الإنقاذ الأول بحلول منتصف الشهر المقبل. وفي حالة عدم حصول اليونان علي هذه الدفعة فإنها ستعلن عجزها عن السداد. من جانب آخر, أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز كابا للأبحاث في منتصف الشهر الحالي أن أكثر من47% من الناخبين اليونانيين يطالبون البرلمان برفض خطة الاصلاحات الاقتصادية الصارمة التي وافقت عليها الحكومة مقابل حزمة ثانية من الدعم المالي لتفادي العجز عن سداد ديونها. وكشف الاستطلاع- الذي نشرته صحيفة تو فيما اليونانية أمس- أن اليونانيين يريدون أيضا إجراء انتخابات مبكرة تأتي بحكومة تحل محل حكومة رئيس الوزراء جورج باباندريو التي تحاصرها المشاكل. وجاء الإعلان عن هذه النتائج في الوقت الذي بدأ فيه البرلمان اليوناني جلسات النقاش حول التصويت علي منح الثقة للحكومة الجديدة التي شكلها باباندريو من حزب الباسوك الاشتراكي فقط, بعد خلاف مع المعارضة علي تشكيل حكومة إنقاذ وطني من جميع الأحزاب, و سيتم التصويت علي منح الثقة للحكومة في وقت متأخر من مساء اليوم الثلاثاء. ومن فيينا مراسل الأهرام: أعرب محافظ البنك المركزي النمساوي عن قلقه من إرغام القطاع الخاص في بلاده علي المشاركة في تقديم مساعدات مالية لليونان, محذرا من ان ارغام البنوك وشركات التأمين علي القيام بذلك قد يؤدي الي انتقال عدوي المديونية الي دول اوروبية, في اشارة إلي بلجيكا وايطاليا. من جانب آخر, عادت المظاهرات التي تشهدها إسبانيا منذ شهر إلي الشوارع مرة أخري أمس مع مشاركة الآلاف في أكثر من مسيرة في العاصمة مدريد احتجاجا علي الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية. وقد التقت ست مسيرات منفصلة قرب مبني البرلمان بوسط مدريد, حيث يتواجد المئات من رجال الأمن, كما خرجت مسيرات مشابهة في عدد من المدن الرئيسية الأخري, وهتف فيها المتظاهرون: معا ضد الأزمة وسيطرة رأس المال. وشدد منظمو المسيرات علي ضرورة الالتزام بالطبيعة السلمية لها, بعد المناوشات التي شهدتها احتجاجات برشلونة في وقت سابق. وتأتي احتجاجات أمس بعد أسبوع واحد من إخلاء المتظاهرين من ميدان بورتا ديل سول ميدان باب الشمس الذي اعتصموا فيه لمدة شهر تقريبا.