لم يعد الصعيد هو المنفي الذي يهرب منه الجميع لتردي الخدمات وعدم الاهتمام بالمرافق أو المشروعات.. بل أضحي موضعا لاهتمام الدولة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر.. فتوجيهات الرئيس حسني مبارك للحكومة صريحة بوضع محافظات الصعيد في مقدمة أولويات الاستثمار وزيارات كبار المسئولين إلي محافظات الصعيد لمتابعة وافتتاح عشرات المشروعات العملاقة لا تنقطع. وكانت نتائج هذا الاهتمام واضحة في المؤتمر الرابع للاستثمار في محافظات الصعيد, الذي أقيم أمس في محافظة الفيوم, بحضور وزيري الاستثمار والتنمية المحلية ومحافظ الفيوم, وعشرة محافظين, وتبين من خلاله أنه تم إنشاء925 شركة في الصعيد خلال الأشهر السبعة الماضية, في مجالات مختلفة,35% منها بقطاع الصناعة, و24% للخدمات, و17% للسياحة, و12% للزراعة, و8% للاتصالات والمعلومات.. إلي جانب استثمار1.5 مليار جنيه لتطوير مشروعات مجمع الألومنيوم بنجع حمادي و467 مليونا لتطوير مصانع السكر و150 مليون جنيه للمشروعات السياحية في الأقصر, وغيرها من الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة. إن هذه الأرقام تكشف بوضوح عن حجم الاهتمام المتزايد بمحافظات الصعيد, والعمل علي توفير فرص عمل جديدة للمقيمين به من خلال المشروعات الاستثمارية, وبما يؤدي إلي رفع مستوي المعيشة, بالإضافة إلي توفير الخدمات والمرافق المختلفة من مياه وصرف صحي وطرق وخدمات رعاية صحية ومؤسسات تعليمية. وبذلك تصبح محافظات الصعيد هي الأكثر استفادة بمشروعات الاستثمار بعد طول حرمان.