برغم حالة الهلع والقلق المتزايد التي أصابت المانيا ودول أوروبا بعد ظهور حالات اصابة ببكتيريا اي كولاي .. فان هذه المخاوف لم تهدأ بعد أن أعلنت السلطات الصحية هناك رفع الحظر عن استهلاك الخضراوات منذ يوم الجمعة الماضي(10 يونيو) عقب ظهور نتائج التحاليل السلبية المخاوف في مصر أيضا لم تهدأ ولكن ثارت تساؤلات مشروعة عن كيفية انتقال العدوي عبر البذور التي نستوردها من دول الاتحاد الأوروبي وكيف نتجاوز مرحلة الخطر, وهل يمكن أن تظهر لدينا حالات اصابة بهذه البكتيريا المميتة؟ أول اجابة عن هذه التساؤلات جاءت في تقرير لمنظمة الصحة العالمية اشار الي أن عوامل العدوي تأتي علي الأرجح من البذور.. فقد تتلوث البذور اثناء وجودها في التربة او اثناء الحصاد او عند التخزين او النقل ومن ثم ينصح بمراجعة ميثاق الممارسات النظيفة عند التعامل مع الفواكة والخضراوات الطازجة ولمزيد من التفاصيل في الاجابة يؤكد الدكتور نبيل حجازي أستاذ الميكروبيولوجيا البيئة بكلية الزراعة جامعة القاهرة.. ان بكتيريا الآي كولاي الممية. ظهرت بين الألمان والأوروبيين نتيجة عاداتهم الغذائية- حيث أنهم يقومون باثبات الحبوب بنقعها عدة أيام في المياه وهذه الحبوب مثل الفاصوليا واللوبيا والحلبة وحتي البرسيم حيث يضاف ناتجها الي السلطات..- وكل هذا جيد- أما الخطورة فتكمن في نوعية المياه التي يتم نقع الحبوب فيها- فاذا تركت المناخ عدة أيام دون تغيير او في حالة استخدام مياه غير نقية فانها تكون وسط غني تنتعش فيه هذه البكتيريا داخل البذور المراد اثباتها حيث انها وسطيا غذائيا عال بالبيروتين والكوبوهيدرات وبالتالي فالوسط الذي توجد فيه هو السبب في ظهور هذه السلالة من البكتيريا( آي كولاي) التي توجد في الأصل داخل معدة أي انسان ولكنها تنشط وتتحور في وسط مناسب لها وهو المياه غير النقية أو تناول هذه النباتات(sprou) دون غسيل. أما عن البذرة ذاتها والتي تتم زراعتها فمن المفترض أنها سليمة طبيعيا.. ولكنها تصبح غير طبيعية عندما يصل لها وسط غير طبيعي كأن تروي بمياه المجاري مثلا او عن طريق تسميدها بأسمدة طبيعية( الحمأة) غير المعالجة جيدا وهو ما يجعل حمل هذه البذور المزروعة في الأرض الملوثة يحوي هذه البكتيريا نتيجة اي مواد زراعية ملوثة تصل اليها سواء مياه المجاري او اسمدة ملوثة أما عن التخوف من استيراد بذور يمكن أن تكون حاملة للميكروب فيقول د. نبيل حجازي أن استيراد البذور عادة يكون في حالة هجن الخضار وهو وارد ولكن الميكروب- لاينمو- أي لايدخل داخل الجذر حيث أن الحمل علي الندرة هو حمل خارجي.. أي أن البذور من الممكن أن تكون ناقلة للعدوي ولكن في ظل بيئة زراعية ممهدة لأن البكتيريا- تحتاج الي عامل مساعد حتي تتمكن من الدخول الي جهاز الثبات وهذا العامل المساعد هو المدخلات الزراعية سواء كان الري او التسميد. ويوضح الدكتور نبيل ان معني آي كولاي- يعني بكتيريا القولون ومصدرها البراز وعدم النظافة ومنها عشرات السلالات ولو خرجت من القولون ووجدت طريقها لبعض الأنسجة الداخلية اخطرها الجهاز البولي عندئذ تكون في منتهي الشراسة والسلالة الجديدة من أخطر مشاكلها أنها تقوم بافراز السموم التي تؤثر علي الأغشية المخاطبة للمعدة والأثني عشر والقولون وتدمر خلايا الدم وتؤدي الي نزيف داخلي ينتج عنه البراز المدمم.. أما عند وصولها الي الكليتين فتؤدي الي الفشل الكلوي.. بالاضافة الي انه تأثيرها يمكن أن يصل الي الجهاز العصبي, والاصابة بها بالنسبة للصغار أقل من عشر سنوات والكبار تكون الأخطر بسبب عدم اكتمال الجهاز المناعي او ضعفه. ومن جانبه نفي دكتور عبد السلام جمعه رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق والرئيس الحالي لمجلس الحبوب- بمصر- ان تكون بكتيريا- آلاي كولاي- موجودة بالبذرة التي يتم زراعتها في الأرض وأشار الي أنها موجودة بشكل فعلي في معدة الكائنات الحية ذات الدم الحار مثل الانسان والحيوانات. ويشير الدكتور نبيل حجازي الي أن هناك بعض الحقائق الناتجة عن الدراسات التي قامت باجرائها الرابطة الألمانية للأغدية العضوية والتي تشير الي أن فصيلة البكتيريا( آي كولاي) التي وجدت في الخيار الأسباني ليست هي المسببة للمرض حيث ان السلالة المسئولة هي0104.. كما أن العدوي تحدث نتيجة تناول اللحوم المصنعة وخاصة المفرومة الملوثة بالاضافة الي تناول المياه الملوثة او السباحة في مياه ملوثة او تناول حبوب منبته ملوثة. كما تؤكد هيئة ناتوالاند الألمانية انه لم يتحدد حتي الآن اذا ما كانت العدوي ناتجه من تناول الخضراوات النبتية ان من الظروف الصحية الردئية ام من الاختلاط بالمرضي المصابين بالمرض وهنا يكون القاء اللوم علي المنتجات العضوية غير مبرر بل ولم يتأكد حتي الآن.. وانه للحصول علي خضراوات طازجة آمنة.. وبفضل استخدام السماد الأخضر بما يسمح باستمرارية خصوبة التربة من خلال النشاط الحيوي للميكروبات التي تعمل علي انطلاق وتيسير المغذيات للنبات.. كذلك يجب تجهيز السماد العضوي علي صورة كمبوست يتحلل حيويا ويكون آمنا صحيا, كما يجب استخدام الماء الآمن والصالح للشرب في كل معاملات التجهيز والتصنيع مع مراعاة كل الشروط الصحية طوال مراحل الزراعة والحصاد والغسيل وتجهيز الخضار العضوي.. موجودة منذ قرون! في نفس الوقت يؤكد الدكتور علي ابو العز أستاذ الوبائيات ان مصر خالية تماما من أي خطورة نتيجة بكتيريا آلايكولاي حيث انها موجودة لدينا قبل مئات السنين والأصل فيها انها موجودة بكثافة في الجهاز الهضمي السفلي للانسان ويتعايش معها سكان كل دول العالم الثالث ولاتمثل أي خطورة رغم أنها خلال الثمانينيات والتسعينيات بدأت تتحور وتقاوم المضادات الحيوية وبشكل عام هناك عدة قواعد اساسية يجب اتباعها للتقليل من مخاطر الآي كولاي وامراض الضيف وهي بجانب اتباع قواعد النظافة الشخصية- تخزين المواد الغذائية بطرق علمية- واعداد وطهي الاطعمة جيدا. ويؤكد ضرورة غسل اليدين دائما بعد وقبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام وبعد التعامل مع اللحوم النيئة وهذا من شأنه وقف نقل البكيتريا الي المواد الغذائية الطازجة او المطبوخة مسبقا وعن قواعد تخزين المواد الغذائية السليمة يقول: يجب التأكد من وضع درجة حرارة الثلاجة في المعدل الصحيح لحفظ الطعام وهو يتراوح ما بين0-5 درجات مئوية ونتذكر دائما ان البكتيريا تنمو مع ارتفاع درجات الحرارة لذلك يجب ان تحفظ الأطعمة دائما في الثلاجة. - أيضا يجب الحرص علي ابقاء الزجاجات والعصائر مغلقة باحكام - وتجنب عدم تناول بقايا الطعام المحفوظة والتي تزيد مدة تخزينها علي يومين. - ابقاء اللحوم النيئة بعيدا عن اللحوم المطبوخة - وعند اعداد الطعام للطهي يجب مراعاة - غسل اليدين جيدا وتجفيفها حيث ان الأيدي الرطبة تكون وسيلة سهلة في نقل البكتيريا - استخدام سكين نظيفة في تقطيع المواد الغذائية غير التي تستخدمها في تقطيع اللحوم النيئة- غسل الخضراوات الطازجة جيدا فبل استخدامها, والتنظيف المستمر للمطبخ. - أما أصول الطبخ الجيد فيجب أن يراعي فيه أن الطبخ عند درجة الحرارة المناسبة والصحيحة بنقل البكتيريا كما أن الأطعمة غير المطبوخة جيدا تشكل سببا رئيسيا للتسمم الغذائي.. ويجب أن تصل درجة حرارة طهي الأطعمة علي الأقل70 درجة مئوية وفي مدة لاتقل عن دقيقتين والتأكد الدائم من طهو لحوم البقر والضأن بشكل جيد حيث ان هذه اللحوم هذه الأماكن التي تتواجد فيها البكتيريا بكثرة. - التأكد من غلي اللبن جيدا- وعدم استخدام الأجبان غير معلومة المصدر.