مهما كانت تحفظاتك علي معالجة فيلم الفاجومي وأسلوبه الفني, إلا أننا نبقي أمام عمل متميز بالفعل وجميل لسببين أكسبا الفيلم حالة من متعة المشاهدة, السبب الأول ان المتفرج يشعر أنه جزء من هذا الذي يحدث امامه علي الشاشة, فالشخصيات حميمة وتكاد ان تشبه, والاحداث ان لم يكن قد عاشها فهي تمثل نبضا من الحياة في هذا الوطن( هزيمة يونيو وانتصار أكتوبر وما بينهما, وما بعدهما.. والسبب الثاني أنه يكاد أن يكون الفيلم الوحيد في تاريخنا السينمائي الذي يجعلنا نتابع دراما الأحداث التاريخية من خلال رجل الشارع, والتيارات التي تتفاعل فيه, وكانت ظاهرة أحمد فؤاد نجم والشيخ امام وراء هذا التناول الدرامي غير المسبوق, فهما حالة فريدة كان الانتباه لها من أهم جوانب جمال الفيلم.أهمل فيلم الفاجومي بناء الشخصيات بشكل حقيقي وقوي بما فيها شخصية الشيخ امام نفسه, وحتي شخصية احمد فؤاد نجم اكتفي بسرد سيرته دون تعمق, فلم يعد الفيلم من أفلام السيرة الذاتية, وأصبح من الناحية الفنية وما يشبه الحدوته التي تروي علي البيانولا معالجة واسلوبا فجمع بين ما هو تسجيلي( تنحي عبدالناصر وموته, وانتصار أكتوبر وزيارة نيكسون للسادات وغيرها), وبين ما هو روائي يفتح مساحة لا بأس بها لعلاقة احمد فؤاد نجم بجارته أم أمال, حيث يصبح للخيال في ذهن مؤلف الفيلم ومخرجه عصام الشماع مساحة كبيرة للحركة, وفي نفس الوقت جعل المساحة الأهم لما قاله نجم نثرا ولحنه وغناه بعبقرية الشيخ امام, فجاء هذا المزيج في المعالجة وأسلوب السرد والجاذبية الدرامية للمشاهدة جيدا في مجمله.. وقد جاء كل الغناء بصوت المطرب أحمد سعد, ولكن بالتأكيد كان من الأمتع والاجمل والاصلح أن نستمع لصوت الشيخ امام, ولكني اعرف مدي صعوبة ذلك من التسجيلات المتبقية والصالحة لتقوم بهذا الدور.اننا امام فيلم يمثل حالة فنية ممتعة وتستحق المشاهدة, ويستحق عليها فريق العمل التحية بداية من خالد الصاوي وجيهان فاضل وصلاح عبدالله وكندا علوش وفرح يوسف حتي المونتير معتز الكاتب ومدير التصوير محمد شفيق, وقبلهم وبعدهم المخرج عصام الشماع.. انه عمل يستحق المشاهدة والنقاش