تلك النتيجة اللازمة لحالة النفس التي استنفدت كل إمكاناتها الدينية, فلم يعد في وسعها بعد أن تؤمن هكذا يبدأ الفيلسوف البارز والمفكر الرائد د.عبد الرحمن بدوي كتابه. وبهذه الكلمات يبدأ رحلته الشيقة في هدوء بين أروقة التاريخ كاشفا الأستار عن كثير من الحقائق والمواقف والشخصيات التي بقيت دائما في طي الظلمة والنسيان مبحرا في أكثر الجوانب إظلاما في تاريخنا الإسلامي, ألا وهو تاريخ الإلحاد في الإسلام. ويمضي الكتاب راصدا هذه الظاهرة راجعا لأصولها ومبرزا لتطورها ودارسا لأهم أعلامها, بداية من الزنادقة الأوائل, وانتهاء بعالم كأبن حيان أو فيلسوف كابي بكر الرازي, فمن خلاله يتوضح للقارئ ما دار حول إعدام ابن المقفع والأسباب الكامنة في زندقته, كما يعثر علي شذرة لابن الرواندي أشهر ملاحدة الإسلام, وهو في رصده لهذه الحركة يفسر أولا خصوصية الروح العربية والإلحاد العربي, ثم يطرح بعد ذلك معني الزندقة كاشفا عن أصولها وعلاقتها بالديانه المانوية, ثم ينتهي أخيرا إلي أعلام الإلحاد متتبعا أطروحاتهم الفكرية المختلفة. تأليف: د.عبدالرحمن بدوي صدر عن مركز عبدالرحمن بدوي للإبداع في طبعة جديدة