واقع مأساوي تعيشه قرية القصر الأثرية الاسلامية بالوادي الجديد أحد المواقع الفريدة التي يحرص عدد كبير من السائحين علي زيارتها, لأهميتها الإستراتيجية وآثارها التليدة بسبب اعتداء البلطجية وبعض الخارجين عن القانون باقتحام المتحف والاستيلاء عليه ضاربين عرض الحائط بكل القوانين مستخدمين قوتهم في ذلك بحجة ان المنزل ملك لهم دون مراعاة لأهمية الاثر. ولذلك كان إعلان المسئولين للقرية كأثر إسلامي بالكامل, لما تضمه من مبان ترجع إلي العصر المملوكي, بالإضافة الي بعض الآثار التي تتخذ شكل بوابة معبد الملك الفرعوني تحوت. يقول الدكتور محمود محمد خليل عضو مجلس ادارة جمعية اصدقاء متحف الاثنوجرافي: ان القرية تمتد علي مساحة10 أفدنة, وتبعد نحو 32 كم من مدينة موط بالواحات الداخلة في محافظة الوادي, وكانت قد استقبلت القبائل الإسلامية الأولي سنة 50 هجرية, بعد الفتح الإسلامي لمصر, وشهدت القرية ازدهارا لاحقا خلال العصر الأيوبي, فانتشرت بها المباني التاريخية, ولا تزال شواهدها باقية, من قصور أثرية ومآذن ومساجد قديمة, كما يوجد بها طاحونة ومبني محكمة تاريخية. واضاف أن المتحف تعرض لاعتداء من بعض الافراد مدعين ان مبني المتحف ملك لهم وتم ابلاغ الشرطة لاتخاذ اللازم لحماية المتحف وتحرر محضر برقم626 اداري الداخلة وإبلاغ هيئة الاثار الاسلامية لاتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الاثر اللازم نحو المعتدين. وناشد خليل الجهات المسئولة تشكيل لجنة من ممثل الاثار ومثل الجمعية والشرطة ومديرة المتحف للتأكد من سلامته وعدم اتلاف مقتنياته وجرد محتوياته رسميا وتسليمه لمديرة المتحف لمسئوليتها عنه. وتؤكد الدكتورة علية حسن مديرة المتحف في سابقة هي الأولي من نوعها, استيلاء مجموعة من الاهالي علي متحف الاثنوجرافي للتراث الثقافي بالوادي الجديد وقاموا بالاستيلاء علي مقتنياته أيضا وطردوا الوفود السياحية وتعدوا علي رئيسة المتحف, ووضعوا أغراضهم وقطع الاثاث وادوات المطبخ داخل المتحف للاقامة فيه. وذلك بسبب نزاع بين اصحاب المنزل المقام فيه المتحف وبين رئيسة المتحف, مؤكدة أن المنزل الذي يقع بقرية القصر الاسلامية الاثرية بالواحات الداخلة يعود تاريخه لعام1109, وحصلت رئيسة المتحف عام 1999علي قرار من المجلس الاعلي للآثار بتخصيصه كمتحف وقامت بترميمه علي نفقتها الخاصة بتكاليف تجاوزت 250الف جنيه, وفقا لشروط المجلس الاعلي للآثار, وتم افتتاحه رسميا عام2002 بحضور رئيس المجلس الاعلي للآثار وتضيف أن المتحف به العديد من المقتنيات النادرة قامت بتجميعها علي مدي 50عاما من البحث العلمي للتراث الواحاتي وتؤكد أن مجموعة من الاشخاص قاموا باقتحام المتحف وبصحبتهم أدواتهم وأغراضهم لممارسة الحياة اليومية والاقامة بالمنزل وإشعال النار وممارسة حياتهم العادية داخل المنزل كأنهم يمتلكونه وهذا محظور في المناطق الأثرية وكذلك السيطرة والسطو علي مقتنيات المتحف. وتضيف أنها توجهت لعمل بلاغ في الشرطة والنيابة بالحادثة برقم626 إداري الداخلة2011 وحتي الآن لم يتم أي إجراء لإنقاذ وحماية المتحف وإخراج المقتحمين, والمتحف يعتبر منفعة عامة للتعرف علي التراث الثقافي للواحات وحماية هذه المقتنيات والتاريخ الثقافي وناشدت المسئولين بالدولة الحفاظ علي التراث الثقافي لانه المتحف الوحيد المتخصص في تراث الواحات في شمال أفريقيا والعالم العربي ويؤمه الكثير من السائحين في خلال زياراتهم للوادي الجديد.
