في هدوء تام, وبعيدا عن الشو الإعلامي, بدأت مجموعة من شاب قرية أم خنان بمحافظة الجيزة وعقب ثورة25 يناير مباشرة. مسيرة إصلاح وتطوير قريتهم بأيديهم, لم يخرجوا إلي الشوارع للتظاهر من أجل مطالب فئوية, سواء كانت عن حق, أو بالباطل, لم يتصوروا شاشات الفضائيات ليل نهار رافعين شعارات الثورة, بل بدأوا بأنفسهم, وثاروا علي الأوضاع الخاطئة في قريتهم, وأصلحوها.. ما يقرب من 300 شاب من أهالي قرية أم خنان ثوار حقيقيون بمعني الكلمة, يقومون حاليا بتأسيس جمعية شباب أم خنان بعد أن وضعوا لبناتها علي أرض الواقع, بمشروعات لنظافة وتجميل القرية, ومحو أمية أبنائها, وحل مشكلة رغيف الخبز. المدهش أن هؤلاء الشباب, الذين قابلت بعضهم, رفضوا جميعا ذكر اسم أي فرد منهم في هذا التحقيق الصحفي, مؤكدين أنهم لا هدف لهم سوي خدمة بلدهم, ولا يبحثون عن شهرة إعلامية, والفضل فيما صنعوه يرجع لمجهودات300 شاب من القرية, يدعمهم عائلاتهم من أهالي القرية كلها. بعد تنحي الرئيس السابق شعر شباب قرية أم خنان بأن عليهم دورا كبيرا في بناء مصر الجديدة فعقدوا اجتماعا مع بعض أهالي القرية من كبار السن, وقرروا ان تكون البداية من قريتهم, علي الفور بدأت سلسلة من المجهودات في محاور مختلفة, فرق بدأت بنظافة وكنس شوارع القرية, وأخري كانت مهمتها تجميل الأسوار, وإعادة دهانها, وزراعة الأشجار, حتي إنهم قاموا بزراعة نحو800 شجرة بالقرية, وأسهموا في وضع40 عمودا من أعمدة الإنارة.حتي شعر أهالي القرية بالإنجاز يتحقق علي أرض الواقع, فبادروا بمساعدتهم.. ويكفي أن تشاهد بعينيك مدخل قرية أم خنان الذي أصبح كما يقول الشباب أجمل وأرقي مدخل عرف في تاريخ القرية المصرية, لتدرك ساعتها حجم الجهد الذي بذله هؤلاء الشباب.وضع شباب القرية علي أجندة اهتماماتهم قضايا التعليم, فقاموا بتنظيم دروس تقوية مجانية لطلاب الشهادات, بالإضافة إلي كورسات في اللغات والكمبيوتر,, لأهالي قريتهم. لم يهمل الشباب الاحتياجات اليومية لأهالي قريتهم, فقاموا بتنظيم مجموعات من بينهم تتولي توزيع أنابيب البوتاجاز, وأقاموا شادر لبيع الخضراوات بأسعار زهيدة, بالإضافة إلي مراقبة منظومة توزيع الخبز, حتي يستفيد به أهالي قريتهم. وأخيرا يبقي سؤال مهم يطرح نفسه عن مصادر تمويل هذه المشروعات التي يقوم بها شباب أم خنان لخدمة قريتهم, الاجابة جاءت سريعة علي لسان الشباب: كلها تبرعات من مجموعة الشباب, وأهالي القرية عامة, كما أننا نعتمد علي سواعدنا في إنجاز كثير من المشروعات, فجميع الشباب يدركون أنهم وأسرهم هم المستفيدون بهذه المشروعات, ولذا يعملون فيها بإخلاص تام. قبل نهاية اللقاء مع هؤلاء الشباب, بعثوا بدعوة للدكتور علي عبدالرحمن, محافظ الجيزة, لزيارة قريتهم.. فهل يقبل المحافظ دعوة هؤلاء الشباب؟!