ربما كان اسامة بن لادن, الذي قتلته القوات الأمريكية في باكستان, غير ذي أهمية في عالم عربي, تجتاحه انتفاضات شعبية ضد زعماء شموليين, غيرت قواعد اللعبة في المنطقة. كان حلم بن لادن, أن يلهم جهاده في أرجاء العالم, المسلمين للاطاحة بالحكومات الموالية للغرب, وجاء اعتناقه فكر الجهاد, نتيجة لغضبه مما اعتبره احتلال قوات أجنبية كافرة لأراض مسلمة, كما في حالة الاحتلال الروسي لأفغانستان, والوجود الأمريكي في السعودية, إبان أزمة الخليج عام0991, والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. ولم تستقطب أعمال العنف العشوائية التي نفذتها القاعدة, الجماهير العربية قط, فيما تعرضت الخلايا التابعة للتنظيم, لضغط شديد من الحكومات العربية, التي ساهمت في جهود غربية لمكافحة الإرهاب. ربما أثار أسلوب بن لادن في التحدي, مخيلة البعض في الأيام الأولي, بيد أن أعمال العنف التي تفتقر للمنطق, قضت علي أي ميل تجاهه. وبدا هذا التغير في المشاعر, أكثر وضوحا في العراق, حيث دفع الغضب من سقوط ضحايا مسلمين جراء الهجمات الانتحارية للقاعدة, وما يعقبها من رد انتقامي للشيعة شيوخ القبائل السنية, للتحالف مع الأمريكيين. وتبخر التعاطف الشعبي مع القاعدة في السعودية, عقب سلسلة من الهجمات العشوائية في الفترة من3002 الي.6002 واذا كان الجذب الايديولوجي لبن لادن المصري أيمن الظواهري, اللذين يدعوان لخلافة اسلامية, قد بدأ يضعف بالفعل, فإن الانتفاضات الشعبية في العالم العربي, قلصته بصورة أكبر, ومن الواضح أن لدي غالبية الدول الاسلامية والعربية خيارا خاصا بها, تتحرك صوب مجتمعات مدنية حديثة, يؤمن الناس فيها بالتغيير التدريجي, ولا يريدون اللجوء للعنف حتي ضد الزعماء الذين قمعوهم.