تعاني محافظات القاهرة الكبري من مشكلة مزمنة كثيرا ما أرقت المواطن وهي القمامة وكيفية التخلص منها, وتدويرها للاستفادة منها, وقد تفاقمت هذه المشكلة خصوصا في السنوات الأخيرة حتي أصبحت مواجهتها بشكل حاسم وسريع أمرا لامفر منه. ونظرا لعدم وجود أسلوب محدد او سياسة ثابتة للتعامل معها, فان الآثار السلبية الناتجة عن تراكم القمامة أفرزت مشكلات بيئية مدمرة كان من الواجب والضروري التصدي لها. من هنا جاء الاجتماع الوزاري الذي عقده الرئيس حسني مبارك أمس الأول ليضع خطة ثابتة ومدروسة لتطوير وادارة المخلفات الصلبة بمحافظات القاهرة الكبري, في ضوء الوضع الراهن للمخلفات بتلك المحافظات, والمعوقات التي تعترض تنفيذ المنظومة الجديدة لادارة المخلفات. وخلال الاجتماع, طلب الرئيس مبارك ضرورة الاهتمام بسرعة تنفيذ هذه المنظومة بما يؤدي الي تحسين الوضع البيئي في القاهرة كمرحلة أولي, تمهيدا لتنفيذ المنظومة في باقي المحافظات, وتشير الأرقام الي أن طاقة المخلفات في القاهرة الكبري تبلغ25 ألف طن يوميا, يتم تدوير20% فقط من هذه الكمية, والباقي يظل في مقالب مكشوفة, وهو الأمر الذي يستلزم التخلص الآمن من هذه المخلفات, والاستفادة منها من خلال إنشاء خطوط لفرزها واعادة تدويرها خاصة العضوي منها الذي سيتم منه إنتاج السماد العضوي, ولذلك, فقد تم بالفعل تحديد مواقع خارج القاهرة لجمع وتدوير المخلفات في مناطق طريق الفيوم الكريمات, والقطامية العين السخنة, والسلام, بلبيس, ومنطقة العاشر. وبالتالي, لايبقي سوي طرح هذه المواقع علي شركات القطاع الخاص في مناقصات عامة بحيث لايتعدي البرنامج الزمني للتنفيذ عاما ونصف العام.