وسط توقعات غربية بنشوب حرب بين شمال السودان وجنوبه غداة تأزم الوضع في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين الجانبين عقب سيطرة قوات جيش شمال السودان عليها مساء امس الأول بعد اشتباك مع قوات جيش جنوب السودان. تبادل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال وحزب الحركة الشعبية الحاكم في الجنوب الاتهامات بشأن المسئولية عن الاحداث. في الوقت أدان فيه البيت الأبيض الهجمات التي شنتها القوات المسلحة السودانية في مدينة أبيي وحولها, واصدار المرسوم الرئاسي السوداني الذي حل إدارة منطقة أبيي, التي تشهد نزاعا بين حكومتي الخرطوم وجوبا. ودعا البيت الأبيض الرئيس السوداني عمر البشير والنائب الأول للرئيس ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت للاجتماع فورا والاتفاق علي طريقة لاستعادة الهدوء في أبيي, والالتزام باتفاق السلام الشامل, وإلزام الشمال والجنوب بتسوية سياسية عن طريق التفاوض بشأن الوضع المستقبلي للمنطقة. فيما أكد مصدر عسكري سوداني, أن قوات الجيش تقوم الآن بتمشيط المنطقة جنوب مدينة أبيي وتطارد فلول العدو الهاربة, بعد أن دخلت القوات المسلحة المدينة مساء أمس الأول وأدت صلاة المغرب فيها, وتمكنت من طرد قوات العدو منها وألحقت بها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات واستولت علي دبابتين وأسرت اثنين. ومن جانبه قال وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم أحمد حسين, إن الوضع في بلدة أبيي مفتوح علي كل الاحتمالات, مطالبا حكومة الجنوب بإنهاء الفترة الانتقالية بهدوء وسلام.وقال حسين: إن القوات المسلحة ظلت تمتص استفزازات الجيش الشعبي وتجاوزاته في أبيي علي مدي الأسابيع الثلاثة الماضية وأخيرا كان لابد من الرد بالمثل, مشددا علي أن القوات المسلحة وقياداتها لن تتهاون في الدفاع عن الأرض والعرض وكرامة منسوبيها وأرواحهم.وأشار إلي أن الجيش الشعبي ارتكب أول خروقاته قبل ثلاثة أسابيع بقتل14 فردا من الجيش.. بينما نفي صلاح المليح المتحدث الرسمي باسم مكتب حكومة جنوب السودان في القاهرة لالأهرام اتهامات الخرطوم له بالبدء في إطلاق الرصاص علي الجيش الشمالي واتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال بأنه من دبرذلك لأنه كان يسعي منذ وقت مبكر لجر الجنوب إلي الحرب, وبالتالي عدم الاعتراف باستقلال دولة الجنوب في التاسع من يوليو المقبل, مؤكدا ان حكومة الجنوب لن تستجيب لهذا السلوك الاستفزازي المكشوف ولن ترد عليه. وقال المليح: إن الرئيس البشير أخطأ خطأ كبيرا بحل مجلس وإدارة أبيي, وهذا يتناقض مع اتفاقية السلام الشامل التي توجب أن تكون القرارات بشأن المنطقة بالتشاور بين الرئيس ونائبيه, وقال: إن حكومة الجنوب تعتبر هذا القرار باطلا لأنه اتخذه بمفرده, بل وتتهم الجيش السوداني بارتكاب مذبحة بحق المواطنين العزل في أبيي بعد اجتياحها, وقال: إن هذه جريمة أخري ستضاف إلي جرائم البشير في دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية, يأتي ذلك في وقت توقع مسئولون غربيون نشوب حرب أهلية بين شمال وجنوب السودان جراء سيطرة الجيش السوداني علي مدينة أبيي النفطية المتنازع عليها وذلك وسط سلسلة من التصعيدات العسكرية الخطيرة حيال المدينة المحورية محط انظار جميع السودانيين, ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في موقعها الالكتروني عن المسئولين الغربيين قولهم إن جنوب السودان يستعد الآن إلي إعلان استقلاله في شهر يوليو القادم غير أن الشمال والجنوب يتنازعان علي مدينة أبيي وهي واحدة من اكثر القضايا اشتعالا بينهما.