أصدرت نيابة دبي أمس أوامر قبض دولية ضد11 متهما مشتبها في قيامهم باغتيال محمود المبحوح القيادي بدبي الشهر الماضي. وإصدار مذكرة للإنتربول الدولي للقبض علي الجناة أينما كانوا وهم بيتر إيليفنجر( المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسيا, وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر إيرلندية وهم كيفين دافرون( المتهم الثاني) جايل فوليارد( المتهمة الثالثة) إيفان دينينجز( المتهم الرابع), إضافة إلي ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم: بول جون كييلي, ميلفين آدم ميلداينر, ستيفين دانيل هودز, مايكل لورنس بارني, جيمس ليونارد كلارك, جوناثان لويس جراهام, والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانيا. ولم تثبت التحقيقات حتي الآن تورط السلطة الفلسطينية في عملية الاغتيال كما تدعي حركة حماس. وكانت شرطة دبي قد أعلنت أن قتلة المبحوح كانوا في انتظاره داخل غرفته في فندق البستان روتانا بدبي حيث اغتالته إحدي فرق المجموعة المكلفة بتصفيته خنقا في حوالي21 دقيقة. وعرضت الشرطة تصويرا لتحركات المتهمين. وأعلن الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي أن المتهمين يحملون جوازات سفر أوروبية وبينهم امرأة. ولم يستبعد تورط الموساد في عملية الاغتيال, وطلبت الشرطة من الانتربول تسليم المتهمين. وصرح قائد شرطة دبي بأن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تقبل أن تستغل أراضها كساحة لتصفية الحسابات مهما كانت أنواعها أو أسبابها أو انتماءات العناصر المتورطة فيها, مؤكدا أن دولة الإمارات هي دولة العدل وسيادة القانون وإن كل من تسول له نفسه في أن يعبث بأمنها أو أن يستهدف سلامة أي من أفراد مجتمعها أو زوارها سيخضع للملاحقة وللمساءلة والعقوبة الرادعة بمقتضي أحكام القانون ودون هوادة أو تساهل في أمن الوطن أو سلامة أفراده وضيوفه. واضاف أنه بالرغم من السرعة الخاطفة التي نفذت بها الجريمة والتي لم تستغرق أكثر من21 دقيقة منذ لحظة دخول المبحوح إلي الفندق حتي مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة إلي المطار, فإن شرطة دبي نجحت في جمع قرائن مهمة في مقدمتها أشرطة المراقبة التليفزيونية التي تم من خلالها رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم إلي دبي لحين مغادرتهم البلاد. كما كشف الفريق ضاحي خلفان أن الجناة استخدموا جهازا الكترونيا لفتح باب غرفة المبحوح, حيث تشير التحقيقات إلي أنهم استخدموا الجهاز للدخول إلي الغرفة ومن ثم انتظار وصول القتيل لإتمام جريمتهم التي غادروا بعدها مباشرة الفندق وفقا لما أظهرته صور كاميرات المراقبة الخاصة بالفندق. وقال الفريق ضاحي خلفان إن كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن المتهم الأول بيتر إيليفنجر لعب دور مسئول التنسيق اللوجيستي للفريق حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي ثم قام بحجز غرفة في فندق البستان روتانا موقع الجريمة وطلب حجز غرفة محددة وهي الغرفة رقم237 المقابلة لغرفة المبحوح رقم230 وعلي مرمي حجر منها حيث قام المتهمون باستخدام الغرفة237 قبيل تنفيذ مخططهم في حين لم يحل إيليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها بل غادر البلاد قبيل ارتكاب الجريمة التي نفذها رفاقه. وفي الأراضي الفلسطينية تبادلت السلطة الفلسطينية وحركة حماس الاتهامات بالضلوع في قضية اغتيال المبحوح في دبي عقب إعلان قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان عن اعتقال فلسطينيين في الأردن لمشاركتهما في عملية الاغتيال وأن أحدهما يحمل رتبة عسكرية وأنه التقي بقائد المجموعة التي اغتالت المبحوح. وقال المتحدث باسم أجهزة الأمن الفلسطينية اللواء عدنان الضميري إن لديه معلومات مؤكدة بأن الاثنين ينتميان إلي حركة حماس, وأنهما تم منحهما رتبتي رائد ونقيب من جانب الحركة, وأضاف أن حركة حماس تعلم أنها مخترقة من جانب جهاز المخابرات الإسرائيلية( الموساد). وتأتي هذه التصريحات تعقيبا علي ما أعلنه القيادي في حركة حماس أيمن طه من أن الفلسطينيين يعملان لدي السلطة الفلسطينية وأنهما شاركا في عملية الاغتيال بالتعاون مع جهاز الموساد. كما اعتبر المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن الحادث يدل علي أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال تجاوز الحدود الفلسطينية إلي الخارج. وفي غضون ذلك رجحت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس أن يكون جهاز الموساد هو مدبر عملية الاغتيال, وجاء الخبر الرئيسي لصحيفة( هآرتس) الإسرائيلية تحت عنوان( أسلوب الموساد) بينما تساءلت صحيفة( يديعوت أحرونوت) قائلة:( هل ينتمون إلي الموساد؟) أما معاريف فقد كتبت بأسلوب ساخر:( هل تعرفتم عليهم؟).