كشفت شرطة دبي عن عدد وجنسيات وخطط الجناة مرتكبي جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح(50 عاما) حيث بلغ عددهم11 شخصا, من بينهم امرأة, يحملون الجنسيات البريطانية والفرنسية والألمانية والإيرلندية شكلوا3 فرق للمراقبة. وفرقة رابعة لعملية الاغتيال التي استغرقت21 دقيقة. وأوضح أن دهاء المتهمين جعلهم لا يستعملون بطاقات الائتمان حتي لا يستدل عليهم واستخدموا النقود, كما قام هؤلاء يتغيير اقامتهم في نحو3 فنادق خلال فترة وجيزة, واشارت الشرطة الي أن عملية اختراق أمن المبحوح تمت قبل وصوله من الخارج قادما من دمشق الي دبي والتي قضي فيها فقط نحو5 ساعات فقط كانت كافية للمراقبة والرصد وارتكاب الجريمة. وأعرب قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان, خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس بدبي وعرض في بدايته شريط فيديو يضم مراحل وتوقيتات وصول المتهمين الي دبي, وسيناريو تنفيذ المراقبة وعمليات الاغتيال ومغادرتهم دبي, عن أسفه لقيام اشخاص يحملون جنسيات دول صديقة وجوازات سفر سليمة, بالقيام بهذا العمل الذي وصفة بالجبان, وقيام11 شخصا باغتيال فرد أعزل وهو دليل ضعف وخسة وليس دليل قوة. وحول الاجراءات التي يمكن أن تقوم بها الامارة فيما يتعلق بحركة الأشخاص والدخول والخروج من الامارة بعد الحادث, أوضح قائد شرطة دبي أنه لا شيء سيتغير وسيظل البلد مفتوحا للزائرين, موضحا أن الجريمة يمكن أن تحدث في أي بلد. وأفصحت شرطة دبي عن اسماء وهويات العناصر المتورطة في ارتكاب الجريمة وعرضت شريطا مصورا رصد تحركات العناصر المطلوبة ضمن هذه الواقعة والبالغ عددهم11 شخصا يحملون جوازات سفر أوروبية سليمة ومن بينهم امرأة, وهم: بيتر إيليفنجر( المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسيا وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية وهم كيفين دافرون( المتهم الثاني) وجايل فوليارد( المتهمة الثالثة) وإيفان دينينجز( المتهم الرابع) اضافة الي ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم بول جون كيلي وميلفين آدم ميلداينر وستيفين دانيل هودز ومايكل لورانس بارني وجيمس ليونارد كلارك وجوناثان لويس جراهام والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانيا.
وأوضح قائد عام شرطةدبي أن الإنجاز الذي تمكنت شرطة دبي من تحقيقه يعد مصدر فخر واعتزاز لأجهزة الأمن في المنطقة وذلك نظرا لدقة النتائج التي أسفرت عنها التحريات في غضون وقت قياسي لفك خيوط جريمة شغلت الرأي العام العربي والدولي, بتحديد هوية العناصر المتورطة فيها بأسلوب علمي لا يقبل تنفيذا أو تشكيكا. وشدد الفريق خلفان علي أن دولة الإمارات العربية المتحددة لا تقبل أن تستغل أرضها كساحة لتصفية الحسابات مهما كانت أنواعها أو أسبابها أو انتماءات العناصر المتورطة فيها مؤكدا أن دولة الإمارات هي دولة العدل وسيادة القانون وأن كل من تسول له نفسه في أن يعبث بأمنها أو أن يستهدف سلامة أي من أفراد مجتمعها أو زوارها سيخضع للملاحقة وللمساءلة والعقوبة الرادعة بمقتضي أحكام القانون. وأضاف إنه رغما عن السرعة الخاطفة التي نفذت بها الجريمة والتي لم تستغرق أكثر من20 دقيقة منذ لحظة دخول المجني عليه( المبحوح) الي الفندق حتي مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة الي المطار, فإن شرطة دبي نجحت في جمع قرائن مهمة في مقدمتها أشرطة المراقبة التليفزيونية التي تم من خلالها رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم الي دبي لحين مغادرتهم البلاد, بما في ذلك تحركاتهم داخل الفندق الذي وقعت فيه جريمة القتل, وكذلك جميع المواقع الأخري التي تنقل بينها المتهمون وضمت عددا من الأماكن التي نزلوا عليها أو اجتمعوا فيها إمعانا في التضليل والتخفي خلال فترة وجودهم في دبي والتي لم تتجاوز24 ساعة. وأشار القائد العام لشرطة دبي أنه علي الرغم من اتباع المتهمين لمجموعة من وسائل المراوغة والتضليل والتنكر المختلفة, مثل استخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس( الكابات) والتخفي في أزياء متنوعة ما بين رسمية ورياضية لإخفاء وتغيير هيئتهم الأصلية, إلا أن تلك الأساليب لم تفلح في خداع الحس الأمني المرهف والكفاءة المهنية العالية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية في دبي.وكشف الفريق ضاحي خلفان أن الجناة استخدموا جهازا إلكترونيا لفتح باب غرفة المبحوح حيث تشير التحقيقات إلي أن الجناة قاموا باستخدام هذا الجهاز للدلوف إلي الغرفة ومن ثم انتظار وصول القتيل لإتمام جريمتهم التي غادروا بعدها مباشرة الفندق وفقا لما أظهرته صور كاميرات المراقبة ا لخاصة بالفندق. وكشفت شرطة دبي عن التفاصيل لجريمة الاغتيال التي بدأت مع تعاقب وصول المتهمين الي دبي مساء اليوم السابق ليوم جريمة القتل حيث نزلت عناصر الفرق الخمسة المتورطة في الجريمة في فنادق متفرقة ضمن مواقع مختلفة في دبي ولكنها متقاربة نسبيا بما يضمن سهولة التنقل منها وإليها وفقا للتحركات المتفق عليها فيما بينهم, مشيرة الي أن كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن المتهم الأول بيتر إيليفنجر لعب دور مسئول التنسيق اللوجيستي للفريق حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي ثم قام بحجز غرفة في فندق البستان روتانا موقع الجريمة وطلب حجز غرفة محددة وهي الغرفة رقم237 المقابلة لغرفة المبحوح( رقم230) وعلي بعد امتار معدودة, حيث قام المتهمون باستخدام الغرفة(237) قبيل تنفيذ مخططهم, في حين لم يحل إيليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها بل هم بمغادرة البلاد قبيل إتمام رفقائه للجريمة بوقت وجيز. وكشفت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين لمحمود المبحوح منذ وصوله الي أرض المطار, بما يؤكد تتبعهم له ومعرفتهم لميعاد وصوله, في الساعة3,20 من بعد ظهر يوم19 يناير الماضي, قبيل توجهه مباشرة الي فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين ضمن أحد فرقهم المعنية بالمراقبة, حيث استقل المتهمان معه نفس المصعد في الفندق ونزلا معه أيضا في ذات الطابق وتبع أحدهما المبحوح للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها. وأظهرت تسجيلات المراقبة التليفزيونية في فندق البستان تتبع فرق المراقبة التي شكلها المتهمون لكل تحركات المبحوح داخل الفندق كما أظهرت وصول فريقهم المعني بالتنفيذ الي الفندق وصعود أفراده علي دفعتين بواقع( اثنين في كل مرة) وبفارق عدة دقائق ودخلوا جميعا الي الغرفة التي استأجرها بيتر( غرفة رقم237). ورجحت شرطة دبي أن المتهمين قاموا بمحاولة دخول غرفة المبحوح في الساعة الثامنة مساء عقب انتهاء عمال النظافة من مناوبتهم في نفس الطابق بينما أظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة لتسهيل مهمة فريق التنفيذ ومن بين أعضائه العنصر التقني الذي يعتقد أنه استخدم الجهاز الإلكتروني لفك شفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصول المبحوح.
ووفقا لما جاء في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق وأيضا القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة فقد وصل المبحوح الي غرفته في تمام الساعة25:8 مساء يوم19 يناير حيث يرجح أن جريمة القتل قد تمت خلال فترة لم تتجاوز10 دقائق اعتبارا من دخول المبحوح الي غرفته. وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا علي ترتيب جميع مقتنيات الغرفة لكي تبدو في صورة طبيعية بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل علي وقوع مقاومة من قبل القتيل ولتضليل الجهات الأمنية وتحويل انتباهم عن أي شبهة جنائية وراء وفاة محمود المبحوح حيث عمد الجناة أيضا الي إغلاق سلسلة الأمان الخاصة بباب الغرفة من الداخل إمعانا في الإيحاء بأن الوفاة تمت بصورة طبيعية. وسارع جميع المتهمين بالفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة, حيث لم يستغرقوا أكثر من10 دقائق للمغادرة, بينما توجهوا علي الفور الي مطار دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين الي عدد من المدن الأوروبية والآسيوية, وفقا لما أظهرته تسجيلات المراقبة التليفزيونية الخاصة بالمطار.