علي الرغم من أن المرأة شاركت بفاعلية في ثورة52 يناير وكانت لها مواقف بطولية في الدفاع عن الحرية والمساواة والمطالبة بالحقوق, الا أنها لاتزال في قطاعات واسعة من المجتمع تتعرض للعنف بمختلف أشكاله والذي يصل احيانا الي حد القتل.. فمتي تثور المرأة ضد العنف؟ في البداية يري الدكتور أشرف غيث أستاذ علم الاجتماع في جامعة حلوان أن المرأة نفسها من العوامل الرئيسية لبعض أنواع العنف والاضطهاد وذلك لتقبلها له وإعتيادها التسامح والخضوع أو السكوت عليه مما يجعل الطرف الآخر يتمادي في عنفه وهناك ايضا أسباب ثقافية كالجهل بحقوقها وواجباتها وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم الاحترام المتبادل بالاضافة إلي اختلاف المستوي الثقافي بين الزوجين, خاصة إذا كانت الزوجة تتمتع بمستوي أعلي مما يولد التوتر وعدم التوازن لدي الزوج كرد فعل فيحاول علاج هذا النقص بالسب والشتم والاهانة وأحيانا الضرب! كما تلعب الأسباب التربوية دورا كبيرا في وجود العنف: فقد تكون أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف إذ تجعله ضحية له حيث تشكل لديه شخصية ضعيفة وغير واثقة وذلك يؤدي للعنف وربما يكون الابن أو الإبنة شاهد عيان لعنف الآباء ضد الامهات فينشأ الابن علي عدم احترام المرأة والابنة تتعود علي الخضوع وعدم تقديرها لذاتها.. كما تلعب العادات والتقاليد دورا مهما في تولد العنف حيث تؤكد د. عزة كريم استاذ الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك أفكارا وتقاليد موجودة في ثقافات الكثيرين تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر علي الأنثي مما يؤدي إلي تراجع دور المرأة, وترسيخ بعض الأفكار الخاطئة لدي العديد من النساء والفتيات مثل الحرص علي الزواج من مبدأ ظل رجل ولاظل حيطة فهذا يعد من أشكال العنف الذي يقع علي المرأة. ولكي نمنع العنف الموجه ضد المرأة: تنصح د. عزة كريم بالتوعية الاجتماعية وتعريف المرأة بحقوقها وكيفية الدفاع عنها وتوصيل صوتها إلي العالم من خلال وسائل الاعلام المختلفة, بالاضافة إلي ضرورة إنشاء المؤسسات التي تقوم بتعليم الأزواج الجدد كيفية التعامل الصحيح مع بعضهم البعض ومراعاة حقوقهم المتبادلة.. أيضا لابد من وجود تشريع قانون يجرم العنف ضد المرأة حتي تشعر بالأمن والأمان وهي في عقر دارها.. ويري د. تامر العمروس إستشاري الطب النفسي بالأمانة العامة للصحة النفسية: إن هناك أسبابا نفسية تؤدي للعنف ضد المرأة مثل المشكلات البيئية التي تضغط علي الانسان كالازدحام وضعف الخدمات ومشكلة السكن وزيادة السكان وغيرها من الأشياء التي تؤدي لاحباط للفرد. وهناك أيضا أسباب اقتصادية, فالخلل المادي الذي يواجهه الفرد أو الأسرة ينعكس علي المستوي المعيشي ويكون من الصعب الحصول علي لقمة العيش. وهذه المشكلات تدفع الرجل لصب غضبه علي المرأة لذلك فالعامل الاقتصادي يمثل54% من العوامل التي تؤدي للعنف ضد المرأة.