تتجه أنظار العالم كله الآن إلي ساحل الأزور بالكروازيت الفرنسية حيث مدينة كان, التي يقام بها أكبر مهرجان سينمائي بالعالم في دورته ال46 التي تستمر حتي32 من الشهر الحالي. وعلي خلاف العامين الماضيين يحفل مهرجان هذا العام بالكثير من النجوم العالميين الذي سيضيئون سجادته الحمراء مساء اليوم والليالي الآتية, وعلي رأسهم أدريان برودي وأوين ويسلون أبطال فيلم الافتتاح منتصف الليل في باريس للمخرج وودي الآن, وقد تأكد عدم حضور كارلا بروني ساركوزي زوجة الرئيس الفرنسي الحالي والتي تلعب دورا صغيرا بالفيلم, ومن نجوم كان هذا العام جوني ديب وبينيلوب كروز بفيلمهما( قراصنة الكاريبي) وأنجلينا جولي وداستين هوفمان وجاك بلاك( كونج فو باندا2) براد بيت( شجرة الحياة). شون بين( لابد أن يكون هذا هو المكان), كريستين دانست( ميلانكوليا), ميل جيبسون وجودي فوستر( مركب كاستور) وأنطونيو بانديراس( الجلد الذي أسكن فيه), وكاترين دونوف( تكريم جون بول بلموندو) بالاضافة لتكريم اسم اليزابيث تايلور بحضور نجوم ابرزهم شارون ستون. أما العرب هذا العام فلهم نصيب لا بأس به من الاهتمام, فبجانب اختيار مصر ضيف شرف المهرجان هناك تكريم خاص لتونس أيضا بمناسبة ثورتها يعرض فيه فيلم واحد تسجيلي طويل اخراج مراد بن شيخ وعنوانه:( لا خوف بعد اليوم) ويقدم الفيلم علي مدي27 دقيقة مشاهد من واقع الأحداث انطلق تصويرها يوم17 يناير في ظل أزيز الرصاص الذي كان ينتشر في كل مكان بسبب الانفلات الأمني الذي اعقب سقوط النظام الديكتاتوري وفرار بن علي, ويتمحور حول ثلاث شخصيات كان لها دور كبير في الثورة وهي المحامية راضية نصراوي والمدونة لينا بن مهني وشخصية رجل الشارع لما تمثله من رمزية في تلك الفترة. ويعرض فيلم النخيل الجريح للتونسي عبداللطيف بن عمار ضمن سوق الأفلام وستقام مائدة مستديرة يشارك فيها أعضاء من جمعيةالمخرجين التونسيين, كما يشارك المنتج محمد علي بن حمراء في ورشة المنتجين. كما سيكون لتونس جناح في القرية الدولية للمهرجان يتضمن لافتات وملصقات وصورا حول يوميات الثورة, وسيتم تكريم مؤسس أيام قرطاج السينمائية الراحل الطاهر شريعة, في إطار مظاهرة تنظمها المنظمة العالمية للفرنكوفونية من خلال عرض فيلم لمحمد شلوف عن سيرة هذا السينمائي الراحل. أما في الأقسام الرسمية فسيعرض فيلم( الآن إلي أين) للمخرجة اللبنانية المعروفة نادين لبكي بقسم( نظرة خاصة) من اختيارات القسم الرسمي للمهرجان, والفيلم يدور في قرية لبنانية نائية حيث يعيش المسيحيون والمسلمون بسلام جنبا إلي جنب, تحاول مجموعة من النساء نهي الرجال عن الدخول في أتون الحرب الأهلية من خلال تشتيت انتباههم بجعلهم ينسون غضبهم والاختلاف فيما بينهم, طبعا ثالوث نساء وحرب وتعايش ديني, ثالوث قادر علي اختراق أكبر المهرجانات وأصعبها بالاضافة لموهبة لبكي الكبيرة وعلاقات منتجتها الفرنسية ان دومينيك توسان التي جعلت فيلمهما الأول( سكر بنات) أو كراميل يتم توزيعه بأكثر من24 بلدا. وفي قسم نصف شهر المخرجين يعرض الفيلم المغربي( علي الحافة) اخراج ليلي كيلاني الذي انتج بدعم من المركز السينمائي الوطني.. ويحكي قصة صداقة بين نساء بفرقة شابة في طريقها لطنجة يواجهن أزماتهن في زمن العولمة.. وتحضر نساء العرب بقوة في الفيلم الروماني( مصدر النساء) اخراج رادو ميهايليانو وهو عن المرأة العربية بشكل أسطوري وصور بالمغرب من بطولة ثلاث من أبرز الممثلات الشابات( من أصل مغاربي) من العاملات بنجاح في السينما الفرنسية والأوروبية: ليلي بختي, حفصية حرزي وصابرينا وزاني, إضافة إلي الجزائرية بيونا والفلسطينية هيام عباس, ومن جانب آخر يعرض مهرجان كان فيلمين ايرانيين( هذا ليس فيلمان) لجعفر باناهي و(مع السلامة) محمد رسولوف وهما مخرجان حكم عليهما بالسجن ست سنوات والمنع من العمل بالسينما عشرين عاما لكونهم معارضين سياسيين. وتم تصوير الفيلمين في الخفاء بواسطة مساعدوا المخرجين, ويذكر أن مهرجان كان يعرض في اقسامه المختلفة أكثر من مائة فيلم طويل منها عشرون بالمسابقة الرسمية التي يرأس لجنة تحكيمها هذا العام روبرت دي نيرو وتضم جوينيث بالتر وجودلو واخرون. ويحضر سوق المهرجان حوالي10آلاف منتج وموزع بالاضافة لأكثر من أربعة آلاف اعلامي يغطون المهرجان.